> مقالات

حتى لا نصبح فئران تجارب !!!

كتب : ليما الملا | 2018-06-10 04:47 PM

منذ أول مرة قرأت فيها مقال في الصحف العربية وحتي يومنا هذا، لفت إنتباهي ان كتاب الزوايا عادة ما تدور مقالاتهم حول الماضي بقصص او مواعظ او حكايات، او تحليلات للحاضر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، لكن لم يمر علي قط اي كاتب يتحدث عن المستقبل !!!!...بل حتي عندما يتم التطرق الى المستقبل تكون النظرة محدودة سياسياً واقتصادياً وخجولة للغاية اجتماعياً !!!...والأغرب من ذلك انه لم يتطرق احد للمستقبل من الناحية التكنولوجية رغم ان التكنولوجيا اصبحت مؤثرة بشكل كبير في حياتنا اليومية منذ الإستيقاظ صباحاً حتى الخلود ليلاً الى النوم !!!!..

ولعل السبب في ذلك ان العلماء العرب - وهم قلة- ليس لهم أي اتصال بعامة الناس او حتي الطبقة الوسطى في المجتمعات العربية المتمثلة بالأكاديميين وغيرهم من المثقفين والمتنوريين ، والمؤسف ان بعض العلماء يتم مضايقتهم والتشكيك بقدراتهم واستصغارهم ليلجأوا بعدها الى الغرب المليئة مؤسساته العلمية والفضائية بالعلماء العرب !!!

وبما ان المستقبل كما تشير الدلائل سيكون تكنولوجيا بحتاً فأتمنى من رؤوساء تحرير الصحف العربية إفراد صفحة في جرائدهم - كبداية - تخصص للعلم والعلوم التكنولوجية يتم فيها إفساح المجال للعلماء العرب الإتصال بالناس من خلال مقالات يتم فيها تبسيط الأمور العلمية لتكون مفهومة لدى الجميع كما يحدث الان مع علماء في الولايات المتحدة يتقدمهم ( نيل ديغراس تايسون ) و ( ميتشيو كاكو) وغيرهم ممن بسطوا الامور العلمية خاصة المتعلقة بالفيزياء والرياضيات والفلك لدرجة ان اي طالب في المرحلة المتوسطة الان لديه المام بامور علمية لم يحظى بها طلاب تلك المرحلة قبل ربع قرن ...

للاسف الشديد ان النظرة الى العلم والعلماء في منطقتنا العربية مازلت دون المطلوب رغم ان العلماء هم جواز سفر المنطقة برمتها الى المستقبل الذي سيستبدل فيه شعار ( البقاء للاقوى) وسيحل مكانه (البقاء للعلوم التكنولوجية)...

فالأمم التي ستضع العلوم التكنولوجية في مقدمة اولوياتها ستكون في مأمن واستقرار، أما الأمم الإستهلاكية التي فضلت العيش عالة على المجتمعات الاخرى فمصيرها سيكون حقول لتجارب الأمم المتقدمة علمياً وتكنولوجياً ....بمعنى آخر (فئران تجارب) ليس لهم اي قيمة تذكر !!!

ليما الملا

عدد الزيارات : 3939 زيارة

قد ترغب


المؤامرة الكبرى .. باللغة العبرية ..	"حتى لا تصبح بيوتنا ثكنات عسكرية "	ثمن اللاإنسانية

كل التعليقات

لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

آخر الأخبار

إقرأ أيضا

رأيك يهمنا

أقسام الموقع