> مقالات

من اليمن إلى الشام رحلة الشتاء والصيف

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
من اليمن إلى الشام رحلة الشتاء والصيف

تغيّر حال العرب بين الأمس واليوم، فبعد أن كانوا أقوى الأمم وأكثرهم علماً ومعرفة .. بل وكانوا يصدّرون تلك العلوم والمعارف أصبحوا اليوم أضعف الأمم على وجه الأرض ، فمن الحماية الاستعمارية إلى دول "ذات حياد عام" لا تملك كامل الاختصاصات السيادية الخارجية ولا تستطيع أن تضمن سلامتها واستقرارها بدون اتفاقيات أمنية تبرمها مع إحدى الدول العظمى ، هذا فضلاً عن تحوّلها إلى دول استهلاكية بشكل كامل وعاجزة عن انتاج أي شئ غير أطباق الطعام العملاقة كأكبر "كبسة" بالعالم وأكبر "كنافة" وأكبر صحن "فتوش" ، هذا فقط ما يطمح له العرب .. وهو تسجيل انجازات الموائد والأطباق في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لتبقى الانجازات العلمية والتقنية مجرد اجتهادات شخصية لبعض الأفراد والذين يتوجهون في النهاية للهجرة للدول الغربية لأن مستقبلهم غير مضمون في بلدانهم ، هذا بالرغم من أن هذه الدول العربية هي أغنى دول العالم لكنهم لم يستغلوا هذه الثروة لدعم العلم والمعارف المختلفة بل هي تذهب كمصروفات على "الأطعمة" والكماليات فقط .. واقع مخزي .

     إن من أسباب تخلف ورجعية العرب في المجالات العلمية والاقتصادية وتحوّلهم لـ"عالة" على المجتمع الدولي أو "عالم ثالث" كما هو معروف هو ابتعادهم عن المنهجية القرآنية وتبنيهم لمنهجيات غربية يستمدونها من أمريكا والأمم المتحدة بعد أن كانوا يستمدون منهجياتهم من الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله ومن بعده صحابته العظام .. والتي منشأها القرآن الكريم ، وأبرز مثال حي ومطبّق لتهميش المنهجية القرآنية هو ضعف اليمن وبلاد الشام اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وهذا ما يثبت التخلي عن منهجية القرآن الكريم والذي أنزله الله لكل زمان ومكان والذي قال بأن هذين البلدين يشكّلان القوة الاقتصادية وأيضاً الأمنية للعرب وكان ذلك في سورة "قريش" المباركة (لإيلاف قريش ، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ...) هنا يتّضح لنا أن العرب كانوا يعتمدون على هاتين الدولتين في استيراد المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية وأيضاً السلع الكمالية كالعطور وغيرها حسب المواسم "الشتاء والصيف" وهذا ما يبيّنه تفسير هذه الآيات ، أما اليوم أصبحت الرحلات المتوجهة لليمن والشام تستهدف الحرب لا التجارة .

     نحن بالفعل بحاجة لثورة فكرية تبدأ بالإجابة على الأسئلة الثلاث الآتية "أمة العرب إلى أين ؟" . "أليست الطائفية هي التي أوصلتنا لهذا الوضع ؟" . "أليست أمريكا هي التي تثير الطائفية وتموّلها بالأسلحة ليتقاتلوا المسلمون فيما بينهم ؟" فمتى نثور فكرياً ضد الطائفية التي مزّقت جسد الأمة الإسلامية الواحد ؟

والله ولي التوفيق

عدد الزيارات : 2589 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق