> مقالات

التعليم إلى أين ؟؟ ... بقلم / زينب الغريب

كتب : زينب الغريب |
التعليم إلى أين ؟؟ ... بقلم / زينب الغريب



     نادت الكثير من التيارات والجماعات السياسية بفصل الدين عن السياسة وذلك لمصالح ايديولوجية وفكرية "خاصة" بينما التعليم والذي تعم فائدته على المواطنين جميعاً ، لم ينادي أحد بعزله عن السياسة بالرغم من أنها دمّرته ودمرت معه مستقبل الوطن .

     إن وزارة التربية اليوم تعتبر وزارة مشلولة ومسلوبة الصلاحيات ، فالعقل يصيح بأن الوزير هو صاحب القرار ولكن لو نظرنا نظرة متعمقة للأحداث الاخيرة و القرارات المأخوذة فإن جميع المؤشرات تؤكد إلى أن صاحب القرار في هذه الوزارة هو جهات عديدة ، منها نواب مجلس الأمة ومنها البنك الدولي ولكل منهما مصالح خاصة ومساومات يدفع ثمنها الطلبة الذين أصبحوا ضحية ، هذا بالإضافة إلى مطالبات الطلبة عبر أولياء أمورهم ببعض الأمور التي لا تخدم العملية التعليمية وبالرغم من ذلك نرى أن وزارة التربية تلبي هذه المطالبات إما ترضية لأطراف معينة وإما للتخلص من ضغوطات النواب "الواسطات" والمضحك المبكي هو أن مواقع " السوشيال ميديا " و رغبات الفلورز أصبحت إحدى المحركات الأساسية والتي تؤثر وتتدخل في منهجية و قرارات الوزارة وذلك لأن وزارة التربية أصبحت تخاف من النقد أكثر من خوفها على العملية التعليمية ، فما نراه من هذه الوزارة هو أنها أنهكت قواها لإرضاء الأطراف سالفة الذكر لا لتطوير التعليم.

     تساؤل لطالما تساءلته : لماذا الإنصياع لتحقيق رغبات جميع هذه الأطراف و إهمال رأي أصحاب الإختصاص و أهل الميدان ؟! إذا كانت هنالك رغبة حقيقية و جدية في الإرتقاء بمستوى التعليم فإلى من يجب اللجوء ؟؟ العقل يشير إلى أن اللجوء يجب أن يكون لأصحاب الاختصاص و العاملين في الميدان التعليمي ولكن هذا في العالم الافتراضي ، لأن في الواقع يتم ضرب رأيهم بعرض الحائط من قبل المسؤولين .. علامة استفهام كبيرة وللأسف لم استطع أن اجيب عليها إلى أن ساعدني شكسبير جزاه الله خير الجزاء في حل هذا اللغز حيث يقول " الشكوك تصطاد دائماً العقول المذنبة " إذاً هناك إقرار خفي من الوزارة بإخفاقها و شعورها بالذنب هو الذي جعلها منصاعة لآراء الشارع فأضاعت خارطة الطريق و سارت برغبة منها نحو الهاوية.

     وأخيراً .. أريد الإشارة إلى أن الحل موجود و قريب جداً لدرجة أن الحكومة لم تشاهدة ولم تلحظه ، وكما يقال بأنك إذا أردت أن تخبئ شيئاً عن أحد فأفضل مكان تضعه فيه هو نصب عينيه لأن الإنسان لا يبحث عمّا هو أمامه ، ما أرمي إليه هو سجل المقترحات و الدراسات اللامعدوة و الاقتراحات اللامتناهية المقدمة من أصحاب الاختصاص وخيرة أبناء الوطن الغيورين على مصلحة التعليم والتي تم سجنها في أدراج الوزارة .. فإلى متى ؟!


@alghareeb_4

عدد الزيارات : 3750 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق