> مقالات

الصين الشعبية وسور الكويت العظيم

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
الصين الشعبية وسور الكويت العظيم

  من المؤكد أن إدارة الدول والحفاظ عليها من الأطماع الخارجية والتهديدات سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم عسكرية ليس بالأمر الهيّن ، هذا فضلاً عن المؤامرات التي تضربها من الداخل والتي من الممكن أن تتسبب بضياع البلد ، ولعل النماذج التي طُرحت أمامنا تثبت هذه النظرية ، فالفشل في الحفاظ على الأوطان كان حليف كل من بن علي والقذافي والمقبورين صدام وعلي صالح .. وهناك أمثلة أخرى.

     لو رجعنا لتاريخ الكويت لوجدنا أن حكّامها استطاعوا أن يتصدّوا للأطماع الخارجية وكذلك التحديات الداخلية ، فذاك الشيخ "مبارك الكبير" تمّكن من صد الأطماع العثمانية والبريطانية ليسلّم الكويت لمن بعده دولة مستقلة ذات سيادة ، وساعده على ذلك التفاف الشعب الكويتي حوله وتحملهم للفقر وعدم الاستقرار الاقتصادي وكل ذلك في سبيل الحفاظ على الوطن ، ثم تسلسلت الأحداث حتى وصلت للشيخ أحمد الجابر الذي استطاع أن يمتص الغضب الشعبي ويحقق للمواطنين أحلامهم وتطلعاتهم وذلك بعدم اعتراضه على إنشاء "مجلس الشورى" لتكون هذه الخطوة هي نقطة البداية للحياة الديمقراطية ومشاركة الشعب باتخاذ القرار السياسي في الكويت ، بعدها مرّ على الكويت أحداث وصعوبات أخرى كان أبرزها الغزو الصدّامي الغاشم والذي استطاعت الكويت بطيب علاقاتها أن تتجاوزه وتعود لسيادتها وكان ذلك قبل أن يتولى الشيخ صباح مقاليد الحكم في الكويت ليُكمل مسيرة أجداده في الحفاظ على الكويت وشعبها وسيادتها.

     إن زيارة صاحب السمو لجمهورية الصين الشعبية في هذا الوقت العصيب تُعتبر "ضربة معلم" وبالتمعن بها نجد أن لها وجهان .. الأول "ظاهر" وهو أن هذه الزيارة تهدف إلى إبرام الاتفاقيات الاقتصادية والتنموية والاستثمارية والتي ستعود على الكويت بل وعلى دول الاقليم قاطبة بالفائدة في هذه المجالات ، والثاني "باطن" وهو تأمين الكويت من الاعتداءات الخارجية ، حيث أن هذه الزيارة تزامنت مع اختلال العلاقة مع أمريكا والتي تنوّه بفرض حصار على الكويت ولا نستبعد أن تُحرّك صبيانها ودواعشها لضرب الكويت ، والسبب في ذلك هو موقف الكويت من الكيان الصهيوني اللقيط وهو عدم الاعتراف به ككيان شرعي . فسمو الأمير اصطاد بهذه الزيارة "عصفورين بحجر" حيث إنه توجّه لتحريك عجلة التنمية بالاتفاقيات الاقتصادية والتنموية ومن جهة أخرى استفاد من السجالات والتهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين والتي أثبتت أن الصين ليست تبع لأمريكا بل وقادرة على مجابهتها اقتصادياً .. وغيره ...

     من هنا نُدرك أن الكويت لم تكن ضعيفة في يوم من الأيام ولم تُصبح عبر التاريخ لقمة سهلة يُمكن ابتلاعها من قبل الطامعين ، وندرك أيضاً أن القوة لا تتمثل فقط في الجيوش والأسلحة ، بل إن هناك مظاهر أخرى للقوة وهي الحكمة والحنكة السياسية والتي يمتاز بها الشيخ صباح الأحمد "سور الكويت العظيم" والذي علينا أن نلتف حوله ونعينه في الحفاظ على كويتنا الحبيبة.

والله ولي التوفيق

عدد الزيارات : 2958 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق