> مقالات

وجهان والمعلم واحد

كتب : زينب الغريب |
وجهان والمعلم واحد

تسابق الشعراء بالإشادة بفضل و مكانة المعلم فأوصلوه إلى أعلى الرتب و أشرفها وهي مرتبة الأنبياء لما لرسالته من هدف عظيم ، و كما يُقال "أن فضل العالِم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب" وهذه حقيقة غير قابلة للنكران.

     إن وزارة التربية الكويتية ضربت بهذا المقام الرفيع للمعلم بعرض الحائط وأخذت تتعامل مع المعلمين بطريقة غريبة وتطلب منهم أمور صعبة من شأنها أن تثقل كاهلهم وتضاعف مسؤولياتهم في شؤون خارجة عن نطاق التعليم ، وأحد هذه الأمور هي عمل " تقارير ثلاثية الأبعاد " وهذه التقارير ليست تقنية جديدة أو انجاز علمي حديث ، بل هي تقارير يقوم المعلم بكتابة كل تقرير منها بثلاث صيغ مختلفة لكل عمل أو إنجاز يقوم به خلال العام الدراسي في سبيل أن تشهد الوزارة له على هذا الانجاز ، وهذا ما يسمى بسياسة التوثيق وهي سياسة وزارية جديدة ، وبالإضافة إلى هذه التقارير على المعلم أن يدعّم انجازاته بالصور ، وللأسف إن أغلب هذه الصور هي " صور مفبركة " لا تجسّد الواقع ! ولا أخفيكم حجم الاستهلاك في وقت ومجهود المعلم بالإضافة إلى الهدر في الورق و الحبر مما يشكل عبء مالي "من جيب المعلم" في سبيل اجراء شكلي ليس له أي فائدة مضافة على العملية التعليمية ، كل ذلك من أجل تعبئة سجلات رئيس القسم و مدير المدرسة ومدير الأنشطة بالمنطقة التعليمية ، وفي المستقبل القريب لن أتفاجأ إذا ما طُلب من المعلم الوقوف و تأدية القسم أمام الأمة أجمع على أنه أنجز عمله على أكمل وجه ، فلماذا كل هذا التشكيك في مصداقية المعلمين ؟! ما السبب وراء تشبيه المعلمين بالأنبياء في الأشعار فقط .. وفي الواقع تتم معاملتهم على أنهم من أتباع مسيلمة الكذاب ؟! أليس هذا تخبطاً فكرياً يدل على أن العلم والتقدّم ليست إلا شعارات زائفة في وطننا ؟

     فالمفترض .. أن تقوم وزارة التربية باستغلال طاقات المعلمين و مجهودهم في تطوير أدائهم ومستواهم العملي والفني ما يزيد إنتاجيتهم في العملية التعليمية ومخرجاتها بدلاً من أن تستهلك تلك الطاقات في أمور شكلية لا تسمن ولا تغني من جوع ، فالإنجاز لا يحتاج إلى أمور شكلية بل يحتاج إلى أمور عملية وفنية تشهد عليها مخرجات المعلمين .

عدد الزيارات : 2886 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق