> مقالات

تسونامي ‏كويتي .. إصلاحي

كتب : خليل العريان |
تسونامي ‏كويتي .. إصلاحي

قبل سنوات قليلة ماضية ‏ضرب زلزال عنيف سواحل اليابان نجم عنه اكثر من ألف قتيل وتسبب بتوقف المصانع والمطارات عن العمل وتضررت البنية التحتية وكانت الصور لذلك الزلزال مرعبة .. وفي الأمس ضرب تسونامي كويتي وزارة التعليم العالي، وتم القبض على أحد الموظفين والذي دأب على تزوير وتمرير الشهادات الوهمية والمزيفة مقابل مبالغ مالية لفترة تجاوزت السبع سنوات، تمكن من خلالها أصحاب الشهادات الوهمية من التغلغل في قطاع العمل في دولة الكويت سواء القطاع الخاص أو العام ..

وللأسف أصبحنا نعيش في زمن التزوير سواء في الوجوه الغير حقيقية والمنتفخة والمليئة بالبوتكس، او أصحاب الشهادات المزورة والأصعب من هؤلاء هم أصحاب الانتماءات والعروبة المزيفة، ولابد من فتح أبواب السجون للفاسدين والمرتشين والمزورين، كما ويجب أن نحاسب كل من اقسم اليمين على حماية القانون وهو محتال على القانون ..

‏نحن بحاجة إلى ذلك الزلزال والأعصار الإصلاحي، فمن غير المعقول أن يكون ملف الشهادات المزورة مفتوح على مصراعيه منذ ثلاث سنوات وتقلد منصب وزير التربية والتعليم العالي ثلاث وزراء ولم يتم محاسبة أي مزور .. ولابد من كشف المستور فلقد أزكمت الروائح الأنوف، وملف الشهادات المزورة ملف يهدد الأمن الوطني، فهؤلاء يتقاضون رواتب وأجور غير مستحقة تصرف من المال العام، وربما يكونون في مواقع اتخاذ القرار وهي كارثة لأن كل قراراتهم ستكون خاطئة، ومن غير المعقول أن نترك المزور ‏يصعد على الأكتاف وينافس المواطن الشريف الذي اجتهد وسهر الليل من اجل انهاء تحصيله العلمي ليأتي مزور الشهادات ويجلس على الكرسي الوفير بالواسطة ويصبح هو المسئول وهو لا يجيد ولا يعرف أصول اتخاذ القرار ..

 

أن الكرة اليوم في ملعب وزير التربية والتعليم العالي والوطن والكويت أمام مفترق الطرق، فإما أن يكون لدينا قانون وحساب وعقاب او نعتمد على المزورين اصحاب الشهادات الوهمية .. إن الكويت بحاجة الى تسونامي إصلاحي يتم من خلاله إصلاح الأوضاع ومحاسبة الفاسدين والمحافظة على أموال الدولة من الضياع، وان صمتت الحكومة عن هذه القضية فستكون بداية سيئة لمستقبل أبنائنا ..

إن ‏الوطن أمانة في أعناقنا وكما استلمناه من آبائنا يجب أن نسلمه لأبنائنا شامخا عاليا وليس ضعيفا، وكل مزور وحرامي مكانه السجن، ويجب أن يحاسب حسابا عسيرا ويجب على وزير التربية كشف المستور ودخول التاريخ من أوسع أبوابه ..


عدد الزيارات : 1788 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق