> مقالات

مستشارين الفلس

كتب : خليل العريان |
مستشارين الفلس

بعض القرارات المصيرية بحاجة الي استشارة من اهل الاختصاص والخبرة الطويلة ولذلك نجد معظم القادة والرؤساء في دول العالم لديهم مجموعة من المستشارين بجانبهم للاستئناس بآرائهم ومساعدتهم في اتخاذ القرارات المصيرية وغالبا يعتبر راي الاستشاري غير ملزم ..

ولأننا نستورد كل شيء في الكويت فلذلك استوردنا "بدعة المستشار" واصبح مع كل وزير مجموعه من المستشارين يحيطون به، ودور معظمهم للأسف تسويف المواضيع والقرارات، فتجد منهم من يرغب بالمزيد من الدراسة وآخر يطالب بمزيد من الوقت للبحث والتقصي وأفضلهم يطلب تشكيل لجنه يرأسها شخصيا لدراسة الموضوع والذي يسفر عنها تشكيل لجنة فرعية اخري لدراسة ذات الموضوع .. وانتشار "بدعة المستشارين" تجعلنا نتساءل ما هو دور القياديين في الجهات الحكومية من وكلاء ووكلاء مساعدين ومدراء وجيش الموظفين اذا كان المستشار هو صاحب القرار الذي يعتمد عليه الوزير او القيادي في الحكومة..

يوجد لدينا هدر في الميزانية واما اننا لا نحتاج للقيادين ونكتفي بالمستشارين او اننا لا نحتاج للمستشارين، فلقد حان الوقت لإيقاف الهدر والمصاريف الغير ضرورية والغير مطلوبة من الموازنة العامة للدولة فأسعار البترول ثابتة والمصاريف تتزايد، ربما يقول البعض ان ما يصرف من رواتب ومكافئات للمستشارين هي نسبة بسيطة من الموازنة العامة للدولة ولكن كل دينار نستطيع توفيره اليوم سوف يؤثر علي ميزانياتنا وايراداتنا ومستقبلنا..

يعلم الجميع وللأسف ان آلية اختيار المستشارين ليست فيها عدالة، فالوزير يعين المستشار حسب معرفته الشخصية به  وغالبا " تنفيع" وارضاء لأشخاص معينين او قواعد انتخابية او علاقات اسرية وقله من المستشارين نجدهم فعلا في المكان الصحيح، ومعظم المستشارين تجدهم فاتحين مكاتبهم دواوين يتحدثون فيها عن ذكرياتهم الجميلة والاحداث السياسية والاجتماعية وغالبية المراسلات يأشر عليها بجملته المعهودة " نحو مزيد من الدراسة " وذلك مجرد مثال عن سياسة التسويف التي يمتهنها البعض من القيادين والمستشارين لانهم في الاخر غير مطالبين بإنجاز معين ولن يستطيع الوزير الاستغناء عنهم لأسباب سياسية اجتماعية ..

اذا اردنا فعلا ان يكون لدي السادة الوزراء مستشارين فتستطيع الحكومة انشاء هيئة استشارية تجمع فيها المستشارين ويخدمون جميع القطاعات الحكومية او يكون التعين عن طريق ديوان الخدمة المدنية اسوة بجميع موظفي الدولة مما يحقق مبدأ تكافئ الفرص بين جميع افراد الشعب ولا يكون المثقفين والمتقاعدين بحاجة الى أن يكونوا من رواد ديوانية معالي الوزير لكي يصبحوا مستشارين لديه .. اذ كان طموحنا ببناء #كويت_جديدة فنحن بحاجة الى فكر جديد .. بعيدا عن سياسة الترضيات والواسطات والمحسوبيات ..



عدد الزيارات : 1419 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق