> مقالات

المواطن الضحية .. يا وزارة التجارة

كتب : خليل العريان |
المواطن الضحية .. يا وزارة التجارة



تعتبر المعارض التجارية باختلاف أنواعها احد اهم طرق التسويق علي مستوي العالم، وتقام في دولة الكويت معارض عديدة سواء في أرض المعارض أو الصالات متعددة الأغراض أو الفنادق، والمعارض المختلفة منها العقارية أو الصناعية أو حتى الثقافية والاجتماعية، ويعتبر معرض الكتاب الدولي من أشهر المعارض التي تقام في دولة الكويت منذ سنوات طويلة، ويعلم الجميع بان جميع المعارض تخضع لرقابة وزارة التجارة والصناعة كما هو الحال لجميع الأنشطة التجارية بدولة الكويت .. ولكن المؤسف أن وزارة التجارة متقاعسة عن أداء دورها الرقابي وفي سبات عميق، ورغم خطورة الازمات الاقتصادية على استقرار الدول الا اننا نواجه ازمة بعد أزمة ولا نتعلم الدرس ولا نعلم الى متى سيستمر ذلك الاهمال ..
لقد واجهت الكويت في ثمانينات القرن الماضي ازمة مالية خطيرة عرفت بأزمة "سوق المناخ" وهي الازمة التي عصفت بالمستثمرين باختلاف فئاتهم وجعلت الكثيرين منهم يعلنوا افلاسهم، والقت بظلالها علي الاقتصاد الكويتي والخليجي لعدة سنوات وأثرت عليه سلباً، وكان غياب رقابة وزارة التجارة هو أحد أهم الأسباب لحدوث تلك الأزمة، ومن المتعارف عليه ان هذا النوع من الازمات ربما يتسبب بضرر كبير للاقتصاد ويهز ثقة المستثمر الأجنبي باقتصاد اي دولة كانت ..
وللأسف خلال الفترة الماضية تعرض بعض المواطنين لعمليات نصب عقاري في وضح النهار وامام مرآي ومسمع المسؤولين في وزارة التجارة الذين اكتفوا فقط بالمشاهدة، فلقد كانت الإعلانات تملا مواقع التواصل والصحف ووسائل الإعلام والشوارع ولم يمنعها أحد .. احدها كان بالاستثمار في عقارات خارج دولة الكويت واكتشف المستثمرين بعدها انها سراب، والأخرى وهي الأخطر كانت عملية شراء وهمية لشاليهات داخل دولة الكويت، وشرب المستثمرين بعدها من ماء البحر وتبخرت الملايين من أموالهم في لحظات .. ولا أعرف كيف سمحت وزارة التجارة بإقامة معرض في الكويت وتسويق مشاريع وشاليهات وعقارات وهمية، لتكون المفاجأة بعدها بانها عملية نصب متقنة محكمة .. ويبقى السؤال المهم : من سيعوض المواطن الذي خسر أمواله يا وزارة التجارة؟ 
لقد قالوا قديما "اذا فات الفوت ما ينفع الصوت"، معارض واعلانات علي عينك يا تاجر والنتيجة ضياع الاموال وقضايا في المحاكم، ربما تستمر لسنوات إن لم يهرب خلالها النصاب الى بلاد الوقواق، سوف يسجن لعدة سنوات ليخرج من السجن مرفوع الرأس ومن أصحاب الملايين بفلوس الضحايا من المواطنين!!! 
ان من المؤكد أن علي وزارة التجارة إعادة دراسة إجراءاتها التي تسمح من خلالها بإقامة المعارض التجارية للشركات وان تتابع الإعلانات التجارية ولابد ان تكون لديها رقابة مسبقة فالجزاء اللاحق مع عمليات النصب الكبيرة يعتبر الي حد ما مكافاة، فمن غير المعقول أن يدفع المواطن دائما ثمن اهمال الرقابة ويكون هو الضحية .. يا وزارة التجارة

عدد الزيارات : 2163 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق