> مقالات

هل اجتمع المسلمون عند أستار الكعبة ؟ ... يكتب / عبدالعزيز بومجداد

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
هل اجتمع المسلمون عند أستار الكعبة ؟ ... يكتب / عبدالعزيز بومجداد


     في كل عام تمر علينا مناسبات اسلامية يُفترض أنها تجمع المسلمين وتجعلهم يعيشون شعوراً موحداً تجاه بعضهم البعض وتجاه ربهم وأبرز هذه المناسبات هي مناسبة الحج التي يجتمع فيها كل مسلمي الأرض عند بيت الله الحرام ليؤدوا هذه الفريضة العظيمة، الفريضة التي تفرض هيبة الإسلام وقوته على العالم، فهل لا يزال الوضع كذلك ؟

     منذ عدة سنوات بدأت فريضة الحج تفقد رونقها وهيبتها إلى أن وصلت اليوم لحال أصبحت معه مجرد حالة إيمانية يعيشها كل مسلم على حدة ودون أن يشعر بروح الجماعة "المسلمين"، فالشعوب الإسلامية اليوم يشمت بعضها ببعض ويتهكم بعضها ببعض وكل ذلك بسبب الأحداث السياسية التي مزقتهم في حين يجب أن يكون موسم الحج هو الحدث السياسي الذي يُرعب أعداء الإسلام وعلى رأسهم الصهاينة الذين يعلمون أن هذا التكليف إنما ينبع من وحدة عقائدية، هكذا كان يحج رسول الله صلى الله عليه وآله وأيضاً الخلفاء الراشدين. أما اليوم .. فأعداءنا يعلمون أن ما يوحدنا في موسم الحج هو الإحرام "الأبيض" فقط وبمجرد نزعه يرجع القلب الأسود والمليء بالطائفية ليكون هو العنصر الجوهري الذي يحكم المسلمين، وبمجرد عودتهم لبلدانهم تبدأ الشتائم والقذف بين تلك الشعوب وبذلك تكون فريضة الحج خالية من مضمونها، والتدليل على هذا الوضع ليس بالأمر الصعب .. فشعب فلسطين ممزّق وشعب سوريا مُشتّت وشعب العراق يتألم وشعب ليبيا يعيش الضياع وشعب مصر مهمّش وشعب اليمن ينزف وشعوب كل من تركيا وايران يعيشون العقوبات والحصار والمسلمين في بورما يُحرقون أحياءً وكل ذلك بمباركة المسلمين أنفسهم الذين ينصبون العداء لبعضهم البعض، ولولا أن قواعد الحج تمنعهم من التناحر خلال القيام بمناسكه لوجدنا الدماء تطفوا من البيت الحرام.

     إننا لا نستطيع أن نقول أن هذا الحال لا يرضي عدو ولا صديق بل إن الصديق راضٍ به قبل العدو، فالطائفية نخرت صفوف المسلمين وجعلتهم يهدرون دماءهم بأيديهم وهذه أكبر خدمة للصهاينة الذين كانوا يرتعبون من وحدة العقيدة الاسلامية والتي أصبحت اليوم شتاتاً، وليس من سبيل يعيد الأمة الإسلامية لمجدها وعزها إلا الوحدة ونبذ الخلافات وهذا ما ندعوا الله أن يوفقنا له وهو ما سنسعى له حتى آخر يوم في حياتنا.

والله ولي التوفيق

عبدالعزيز بومجداد

عدد الزيارات : 2304 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق