> مقالات

ساعة ... عند ثامن الحجج

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
ساعة ... عند ثامن الحجج

 لأول مرة أكتب مقالاً وأنا خارج الكويت، لكني لست مستغرباً حيث أنني بالقرب من الإمام الملقب بأنيس النفوس "علي بن موسى الرضا" صلوات ربي عليه والذي أعتبره مصدراً للإلهام. لقد مضى وقتٌ طويل قبل أن يحالفني الحظ لزيارة الإمام الرضا عليه السلام، واليوم وبعد طول فراقٍ سطرتُ كلماتي لأصنع مقالاً أكتبه وعلى يقين أنني لن أتمكن من التعبير عن كل ما بداخلي.

     لن أتحدث عن الأيام الثلاثة التي قضيتها بالقرب من حرم الإمام الرضا والتي مرّت وكأنها ساعة، ولا عن كيفية قضائي لها، بل سأتكلم عن الحالة الروحانية التي عشتها بقربه والتي لم أشهدها في الزيارات السابقة، ربما كانت تلك الزيارات غير موفقة، أو ربما للتو فهمت الإسلام وبدأت أشعر بوجود وأثر أئمة الإسلام وأحفاد النبي المختار محمد صلى الله عليه وآله علينا. وسؤال يراودني : هل متابعتي لشؤون المسلمين حول العالم وما رأيته من طائفية وتفرقة ومحاولات لكسر وحدة المسلمين حول العالم جعلتني أشعر فجأةً بأثر أئمة أهل البيت عليهم السلام المباشر على قلوب المسلمين حتى وهم "أحياءٌ عند ربهم يُرزقون" ؟

     من عند الإمام الرضا عليه السلام أقف متأملاً الجموع أمام باب مرقده الشريف تذكرت تلك الصفوف التي كانت تقف على باب "سيدنا الحسين" في القاهرة القديمة في جمهورية مصر العربية .. كما تذكرت جموع زوار السيدة زينب عليها السلام في دمشق في الجمهورية العربية السورية .. وأيضاً تلك القلوب المتلهفة على باب البقيع والتي تنتظر الدخول لتكحّل نواظرها بقبور آل محمد، إنهم ليسوا شيعة يا سادة .. إنهم مسلمون من مذاهب مختلفة ومن أقطار مترامية حول الأرض أتو ليلقوا السلام على النبي الأكرم و أحفاده صلوات الله عليهم أجمعين، إنهم أئمة الإسلام، أئمة الحق، خلفاء الله في الأرض، إنهم الأنوار التي يقصدها كل مسلم على الأرض ليجدد البيعة أمامها.
إننا لو نظرنا لمبادئ وعقائد المسلمين لوجدنا أن ما يجمعهم أكثر من الذي يفرقهم، وأول أمر يجتمع عليه المسلمون هو محبة محمد وآل محمد، في المقابل نجد هناك فئة ضالة منحرفة تركز على عناصر التفرقة فيما بينهم وتحاول تضخيمها .. إن هذه الفئة هي التي أنتجت لنا الفكر الداعشي، إنها الفئة التي تكفّر كل المسلمين بسبب اقترابهم من أهل البيت عليهم السلام، ولا أريد أن أخوض في نوايا تلك الفئة وما إذا كانت فعلاً تنتهج بغفلة هذه المنهجية المنحرفة أم هي متعمدة في تفريق المسلمين لخدمة الصهاينة، بل أردت أن أوجه رسالة لأمة محمد مضمونها تعزيز الوحدة فيما بينهم ونبذ كل خلاف ينبع من الصهاينة وصبيانهم التكفيريين.

والله ولي التوفيق

عدد الزيارات : 1941 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق