> مقالات

مهرجان العودة للمدارس .. للخرابات تكتب / زينب الغريب

كتب : زينب الغريب |
مهرجان العودة للمدارس .. للخرابات  تكتب / زينب الغريب


     تشرعت أبواب المدارس لإحتضان كبار المؤثرين في المجتمع "المعلمين"، فكانت البداية "سلاماً على اللذين يزهرون العقول اذا نزلوا بها، وكأنهم في بقاع الأرض أنهاراً" وبعد هذا السلام الحار توالت الصدمات ...

     وكوني إحدى معلمات هذا البلد ولدي اطّلاع كافٍ على أغلب مشاكل وزارة التربية "خفيّة"، فسأصف المشهد للعلن كما هو ودون مبالغة، ابتداءً بقذارة المباني المدرسية وانتهاءً بكل ما ترتّب عليها من سلبيات. لقد تغاضت وزارتنا عن حالة الطقس المغبّر والحارق طوال فترة العطلة الصيفية وتركت المباني المدرسية دون اهتمام خلال هذه الفترة والأكيد أن ضريبة هذا الإهمال ستُدفع من جيب المعلمين الذين حُشروا في غرفة أو اثنتين في إدارات المدارس في "أول يوم دوام" لأن بقية الغرف والفصول يسكنها التراب والحشرات وبعض العصافير المهاجرة بدلاً من المعلمين، هذا فضلاً عن تعطيل التكييف في المدارس ما دفع بعض المعلمات والإداريين في المدارس لإصلاحه على حسابهم في بعض الحالات ليتمكنوا من البدء بالعام الدراسي والاستعداد لاستقبال الطلبة، وبهذا .. تكون الحكومة قد كلّفت معلميها ومعلماتها بأدوار ليست من تخصصهم مثل استغلال المعلمات لعمالتهم المنزلية الخاصة لتنظيف المدارس، أو ربما تكون الحكومة منتظرة من الإدارات المدرسية أن تستقدم شركات خاصة للقيام بعملية التنظيف من "جيبهم الخاص" وهذه أعباء مالية يجب أن تتحملها الدولة لا المعلمين.

     صور متجلية من التقاعس الواضح واللا مبالاة في تجديد عقود الصيانة لفحص مدى سلامة التكييف ولا ننسى خرابات دورات المياة الصحية و برادات الماء. وهنا تنتج لدينا بعض الأسئلة : هل الوزارة عاجزة عن تحمل مسؤلية سلامة المباني المدرسية و المحافظة عليها ؟! هل يوجد عجز في الميزانية و لم يعد بمقدروها تولي هذه المصاريف ؟ هل تختبر صبر الادارة المدرسية و المعلمين على هذا التردي ومن ثم تعتمد على جيوبهم للصرف على المبنى المدرسي ؟ هل هي مناقصات النظافة و الصيانة التي يتسابق عليها المتنفذين ؟ وأخيراً .. هل لدينا وزير تربية ؟!!

     في النهاية .. هناك اقتراحات كثيرة لكن يبدوا أن الحكومة لا تريد الأخذ بها لأنها ستخدم العملية التعليمية في حين ترغب هي بتدمير التعليم وتطفيش المعلمين الوطنيين، وهنا يُفتح باب التكويت والعمالة الوافدة والذي يحتاج لمقال آخر. ومن تلك الاقتراحات هو صرف ميزانية للإدارات المدرسية وتكليفها بصيانة المبنى المدرسي من خلال التعاقد مع إحدى الشركات الخاصة للصيانة وهنا نكون قد اصطدنا عصفورين بحجر، الأول هو قتل المركزية لدى وزارة التربية العاجزة عن تحمّل المسؤولية، والثاني هو أننا قمنا بتوزيع العمل على إدارات المدارس وبعثنا روح التنافس فيما بينها، فالإدارة المدرسية هي المسؤول الأول و الأخير في الإعتناء بمبناها وهي خير حارس أمين لهذا الصرح التربوي وهي الساعية دائماً للتمييّز على بقية مدارس المنطقة.

زينب الغريب

عدد الزيارات : 2769 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق