> مقالات

تمزق الامة.. يغرق السفينة

كتب : خليل العريان |
تمزق الامة.. يغرق السفينة

عرف العهد الذي سبق الاسلام بالعهد الجاهلي بسبب طبيعة الحياة والعادات والتقاليد السيئة التي كانت منتشرة، فلقد كانت المجتمعات مقسمة الى طبقات مختلفة مثل الاشراف والنبلاء أو السادة والعبيد، ففي بلاد الروم كان الملوك والوزراء يستمتعون بمشاهدة افتراس الحيوانات للعبيد، أما وضع المرأة في ذلك العهد فحدث ولا حرج، حيث كان الرجل يرث حتى زوجات أبيه في بلاد الروم وفي العراق كانوا يحرمونها من الميراث، ويرغمونها على الزواج دون أن يعطوها حق الاختيار، وحال العرب في شبه الجزيرة العربية من حالهم ، فكان المجتمع طبقات من الاشراف والعبيد، والقبائل متفرقة، يغزو بعضهم الاخر ويأكل القوى الضعيف طمعا ..
وعندما بزغ النور في مكة المكرمة واصبح الناس سواسية كأسنان المشط، لا تفرقهم الأطماع، استطاع الحفاه العراه من السيطرة علي العالم ودكوا اسوار القسطنطينية وهزموا الفرس والروم، وفرضوا كلمتهم من الاندلس غربا الى أقصى الشرق، والذي جاء لاتحادهم تحت راية " لا إله إلا الله " .. 
لقد تعلمنا منذ نعومة اظافرنا بان الاتحاد قوة والفرقة ضعف، ونسينا الدرس بسرعة البرق واصبحنا متفرقين بين قوميات ودويلات عديدة، وقبائل وعوائل، وحضر وبدو، تفصلنا حدود مسلحة مفخخة وأسوار عالية .. كنا امة واحدة من الخليج الي المحيط وأصبحنا كنسيج العنكبوت نطير من نسمة ريح عاتية..
ولا اعلم الي اين سيصل بنا الحال ففي وطن صغير مثل الكويت اصبحنا مواطنين ومقيمين، على الرغم من أننا كنا منارة للعرب أصبحنا اليوم نطرد العرب بحجة "التركيبة السكانية"، ويؤسفني ما وصل اليه الحال فالنخبة التي اخترناها لتمثلنا في البرلمان أصبحت تثير الطائفية والنزعة الفردية وتغرس في قلوب الشباب الكراهية نحو الإنسانية والبشرية .. استغرب كيف لشعب مثقف واع يحمل الشهادات العليا يختار من ينادي بالفئوية والعنصرية ..
عندما نادي الرئيس جمال عبد الناصر في القومية العربية عشقه العرب كافه لأنه حاول ان يدافع عن العرب لم ينظر الي فئة او مجموعة عن من سواها، واتحدت في عهده مصر وسوريا، ووضعنا اليوم مأساوي فالعراق علي حافة التقسيم، وسوريا أمام مفترق طرق خطير، وليبيا تدمر، وتونس تبكي، والاشقاء في مجلس التعاون تفرقوا ..
عندما تكون السفينة في عرض البحر ويصيبها ما يصيبها وتبدأ المياه بالتسرب لها، فان الجميع سوف يعمل على إنقاذها دون الاهتمام بأطياف او انتماءات الموجودين عليها بل سيهتم بإنقاذها، وكذلك يجب ان يكون حالنا في امتنا العربية يجب ان لا ننظر ولا نهتم بعقائد وديانات الاخرين من يريد ان يصلي في المسجد او الكنيسة او لا يريد ان يصلي فذلك شان خاص به ولكن هناك دول وكيانات لم يكن لها وجود وكانت ضعيفة، ولكنها استطاعت ان تتجاوز تلك المراحل الصعبة وتقف علي ارجلها وتبني اوطانها ونحن اليوم يربطنا الدين والنسب واللغة اما ان نزيل الخلافات بيننا ونتحد او تكون الهاوية بغرق السفينة وعودتنا لعهد الجاهلية ...


عدد الزيارات : 1419 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق