> مقالات

النظارة السوداء على عيون الشعب

كتب : خليل العريان |
النظارة السوداء على عيون الشعب

لقد أصبح البشر مختلفين اليوم وأصبحوا ويعشقون نقل الاخبار والحوادث منذ لحظة انتشار الهواتف الذكية والمزودة بالكاميرات واختفت المناظر الجميلة وصور الورود ليحل محلها الحوادث والاخبار التي ترفع الضغط، وبعد ان كانت نشرات الاخبار تنقل الاخبار عن اتفاقيات التعاون المشترك والاكتشافات العلمية الجديدة والادوية والعلاج للأمراض المزمنة أصبحت متخصصة في نقل اخبار الفيضانات والحروب والزلازل وغيرها والكفيلة بجعل المستقبل مظلم..
فعلى سبيل المثال لا الحصر تنقل لنا وكالات الانباء العالمية خبر من امريكا وهي دولة تعداد سكانها يزيد عن 370 مليون نسمة وبها 52 ولاية لجريمة قتل لا يتجاوز عدد الضحايا فيها أصابع اليد الواحدة من قبل معتوه.... وعندما نتابع الاخبار المحلية لدولتنا الحبيبة ومواقع التواصل نجد الجميع يتحدث عن الفساد وهناك من يصف الحكومة بانها "فاسدة" وكل من يعمل بها فاسد وذلك يشمل جميع الموظفين والمسئولين والوزراء وغيرهم وذلك لأنها قررت التعامل مع الاخبار بشفافية مطلقة وقررت اتاحت الفرص للجميع للاطلاع علي الاخبار الحقيقية لمحاربة الاشاعات..
ان القطاع الحكومي يعمل به اكثر من 350 الف موظف غالبيتهم من المواطنين ونسبتهم تتجاوز 90 %، من المشهود لهم بالنزاهة وهم ابناءنا وجيراننا واصدقاءنا .. وعندما نتحدث عن الفساد او أي قضية يجب ان نتحدث باحترافية ومهنية باستخدام المسميات الصحيحة فمن غير المعقول والمقبول ان نسمح للبعض باستخدام مفردات مثل "الغالبية العظمي" او "جميع الموظفين" ووصفهم بالفاسدين وذلك غير صحيح، ولا اعني بانه لا يوجد فساد ولكم كم نسبة الفاسدين؟ وعددهم من اجمالي عدد الموظفين الحكوميين .. الف، الفين، عشرة الاف، فهؤلاء لا يمثلون بأي حال من الأحوال الأغلبية بل يعتبرون القلة القليلة والغالبية شرفاء من أبناء وطني..
نحن نعيش في عهد الشفافية ويجب ان نكون أمناء في نقل الاخبار والاحداث دون إضافة البهارات، ففي هذا العهد تم اقاله وكلاء وزارات وقياديين وتم تحويل وزراء للنيابة العامة، وهناك ضباط أصحاب رتب عالية خلف القضبان وغيرهم الكثير والكثير.. وحتي فترة قريبه هؤلاء كانوا خط احمر غير مسموح الاقتراب منهم او حتي مساءلتهم ولكن اليوم هناك مسطرة للقانون يقف الجميع امامها ليتحاسب ويأخذ جزائه..
في العام 1963 كتب احسان عبد القدوس قصة عن فتاه ترتدي النظارة السوداء لتشاهد العالم اسود كئيب محزن مظلم، ورغم مرور اكثر من 50 عام على تلك الرواية والفيلم الا البعض اليوم لازال يرتدي النظارة السوداء، إن الكويت جميلة، والحياه جميلة، والأيام جميلة ونعمة من نعم الله تستحق الشكر والحمد، ما يمضي لا يعود، ومجرد نصيحة "انزعوا النظارة السوداء وتمتعوا بالحياة".


عدد الزيارات : 1488 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق