> مقالات

من الينور حتي ميلانيا والعقلية الامريكية الذكورية !!!!

كتب : ليما الملا |
من الينور حتي ميلانيا  والعقلية  الامريكية الذكورية !!!!



معظم المجتمعات النسوية في العالم الساعية للتحرر من قبضة السيطرة الذكورية تنظر الى المرأة الأمريكية كمثال كونها اقتحمت عدة حقول بكل قوة وعزم واقتدار لتفرض احترامها والأهم وجودها لتلعب دورا ًمؤثرا ً سياسيا ًواقتصادياً واجتماعياً ورياضياً. وكانت الينور حرم الرئيس الامريكي الأسطوري فرانكلين روزفلت أول من نشط في مجال حقوق المرأة في الولايات المتحدة مستغلتاً منصبها كسيدة أمريكا الاولى لتقف أيضا بجانب قضايا اخرى عادلة مثل حقوق السود وغيرها من الأمور الإنسانية التي سلطت الاضواء على الينور روزفلت المحفز لانطلاقة المرأة بقوة في جميع مجالات الحياة في الولايات المتحدة.
بعدها بدأ العمل النسائي يخطف الاضواء بفضل سيدات اكملن مسيرة الينور روزفلت...فتواجدت بعدها لفترة بسيطة جاكي حرم الرئيس الكارزماتي جون كيندي التي اضافت صبغة الأناقة والذوق على البيت الابيض واهتمامها الكبير بالأطفال والحرص على توفير كل متطلبات الحياة لصغار السن..ومن ثم جاءت روزلين زوجة الرئيس جيمي كارتر التي قادت حملة الاهتمام بالتعليم للصغار،  ولا أحد ينسى الدور الرائع والكبير الذي قامت به نانسي زوجة رونالد ريغن في مكافحة المخدرات وحملتها الشهيرة ( لا للمخدرات)..
ومع مطلع التسعينات بدأ نوع جديد من السيدات يظهر على الساحة اكثر شراسة واكثر طموحاً متطلعاً للقوة والسلطة متمثلاً في هيلاري كلينتون التي استغلت فترتي الرئاسة لزوجها بيل لتكتسب خبرة في عالم السياسة أهلتها للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ الأمر الذي اخاف المجتمع الذكوري في واشنطن ومؤسساتها الحكومية المختلفة لاسيما بعد التنبؤات بان مسألة نيلها لقب أول رئيسة امريكية اصبح مسألة وقت لا اكثر .
وبعد المؤامرة الواضحة التي هندسها جيميس كومي الرئيس الأسبق للمباحث الفيدرالية ضد هيلاري كلينتون قبل اسبوع من الانتخابات ليكلفها ذلك منصب الرئاسة، ارادت الامبراطورية الذكورية في واشنطن الحرص علي تشويهه أعلى لقب للسيدات في الولايات المتحدة وقد وجدت تلك الامبراطورية ظالتها في ميلانيا ترمب...فهذه السيدة قبلت (بخيانات) زوجها...ورضيت بالتنازل عن مكانتها كسيدة امريكا الاولي لصالح ايفانكا ترمب ( الابنة الاولى)...زارت ملاجئ الاطفال الذين قامت ادارة زوجها بفصلهم عن ابائهم وامهاتهم مرتدية جاكيت مكتوب خلفه ( انا غير مهتمة ...هل انت مهتم ؟؟)...وزارت القاهرة  وهي مرتدية زي اشتهرت به الامبراطورية الانجليزية اثناء احتلالها مصر !!!..وتساهم في حملة للتصدي للغطرسة والترهيب في الانترنت متناسيتاً ان زوجها جعل من إهانة وتخويف الأشخاص المعارضين لآراءه رياضة مفضلة على موقع تويتر ...ولكن اكثر ما اخاف الكثير في الولايات المتحدة وقوف ميلانيا بجانب ترشيح القاضي بريت كافانو الى المحكمة العليا رغم الشهادة العاصفة التي ادلت بها الدكتورة كريستين بلاسي فورد امام مجلس الشيوخ المدعية بان كافانو قد حاول اغتصابها وهو مخمور اثناء فترة دراستهما الثانوية، لتبعث سيدة اميركا الاولى السلوفانية الأصل برسالة واضحة لكل إمرأة في امريكا وربما العالم انه مسموح لأي رجل التحرش بأي إمرأة طالما لا يوجد هناك شهود !!!!!..ان وجود إمرأة مثل ميلانيا ترمب في هذا المنصب أعاد حركة النساء في الولايات المتحدة الى الخلف عدة عقود وقد مسحت بأفعالها كل ما بناه سيدات فاضلات مثل الينور روزفلت وجاكي كيندي ونانسي ريغن،  والان اتصور ان امريكا بحاجة لاينور جديدة لاعادة بناء ما دمرته ميلانيا...

عدد الزيارات : 1347 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق