> مقالات

العقار نار.. نتيجة المضاربة والاحتكار

كتب : م. بشار حمود الاستاد | 2015-07-09 02:46 PM

إن ضمان توزيع 12 الف وحدة سكنية سنة تلو الأخرى وتوقيع عقود التخطيط و البُنى التحتية، يحتّمان علينا اليوم الالتفات لأمر قد يوفر حلاً فورياً لعدد كبير من المواطنين على المدى القصير.

يوجد 14 ألفا من الاراضي السكنية تقريباً مكتملة الخدمات غير مبنية، تقع ضمن المنطقة الحضرية وفقاً لتقرير اتحاد العقاريين. ومع أن الغرض من هذه الأراضي هو السكن، إلا أنه في واقع الحال استغلت تجارياً للمضاربة، الاحتكار ومخازن، في ظل أزمة إسكانية خانقة تعانيها غالبية الكويتيين.

المفترض أن يكون قانون 8 لسنة 2008، الذي صدر بشأن استغلال الأراضي الفضاء، رادعاً لهذه الممارسات، إلا أن ثغرات كثيرة تشوب هذا القانون مما أفقده الفاعلية، كأنه لم يكن. ونحن هنا بصدد استعراض أبرز الثغرات واقتراح تعديلات تضمن فعاليته على أرض الواقع:

1ـ القانون يفرض 10 دنانير على كل متر مربع زائد عن 5 آلاف متر مربع يملكها شخص واحد او مؤسسة في موقع واحد أو مواقع متعددة، مما يعطي الشرعية للكثيرين بامتلاك بلوكات أراض مساحتها 5000 متر مربع غير خاضعة لأي رسوم، إضافة لتحايل البعض على شرط المساحة عبر نقل ملكية جزء من الأراضي إلى أسماء أقربائهم. المطلوب: إلغاء شرط المساحة ليتم سريان القانون على جميع الأراضي الفضاء.

2 ـ العمل بآلية الرسوم التصاعدية، بحيث تكون رسوم السنة الأولى 10 دنانير ثم 15 ديناراً بعد انقضاء السنة الثانية ثم 20 ديناراً بعد انقضاء السنة الثالثة... مما يفقد المالك الرغبة في الاحتفاظ بالأرض على هيئتها غير المبنية، ليقوم ببناء وحدة سكنية أو بيع الأرض لمن لديه الاستعداد للبناء.

3ـ ينص القانون على إعفاء الأراضي من الرسوم في حال بلغت مساحة البناء 200 متر مربع أو %20 من مساحة القسيمة أيهما أكبر. المطلوب زيادة نسبة الحد الأدنى من البناء الى %50 بدلاً من %20، إضافة الى التأكد من آلية تفعيل هذا البند على أرض الواقع ومدى التزام الملاك به فعلياً.

4 ـ يجب ربط الرسوم بالأرض الفضاء بغض النظر عن مالك الأرض ليتم استحقاقها سنوياً و ذلك لسد ثغرة نقل الملكية نهائياً.

في النهاية، وعطفاً على جميع ما سبق، أمام نواب مجلس الأمة اليوم مسؤولية تاريخية في تعديل القانون 8 لسنة 2008 بما يضمن فاعليته على أرض الواقع، وكسر احتكار الأراضي السكنية حاضراً و مستقبلاً لما فيه من مصلحة لجميع المتضررين من الأزمة الاسكانية.

م. بشار حمود الاستاد

عضو اللجنة المنظمة لحملة ناطر بيت

عدد الزيارات : 2022 زيارة

قد ترغب