> الإفتتاحية

عباس حبيب المناور .. مواقف ومساهمات خالدة في ذاكرة و وجدان الوطن


عباس حبيب المناور .. مواقف ومساهمات خالدة في ذاكرة و وجدان الوطن

كان رحمه الله متمسكا بنهجه الذي رسمه لنفسه طوال حياته ولم يتغير أو يتلون كما يفعل الكثيرون من الساسة، بل إحترم نفسه وتاريخه وتاريخ قبيلته وأحب الكويت وأهلها فأحبه الناس، عمل الخير للقاصي والداني فتذكره الطيبون وبكوا عليه في رحيله .. إنه إبن الكويت البار عباس حبيب المناور.
والفقيد الذي ولد في فريج الرشايدة في منطقه شرق وكان والده أحد النواخذة المعروفين في دولة الكويت في ذلك الوقت وقبل ظهور النفط، والذي ترك البحر ليتحول الى التجارة ويتعلم منه إبنه الكثير من مسك الدفاتر والحسابات ،، ان المرحوم عباس حبيب المناور المسيليم، هذا الإنسان الذي فتح داره وديوانيته حتى بعد إعتزاله السياسة والحياة البرلمانية لفعل الخير وخدمة الناس ومساعدتهم بمختلف قبائلهم وطوائفهم من المواطنين أو الوافدين دون أي إنحياز لفئة، كانت الكويت وحكامها وأهلها والحفاظ عليهم هدفه وغايته رحمه الله، وهذا الثبات في الموقف لم يكن وليد اللحظة أو محض الصدفة ولكنه جاء من الخبرة الطويلة والظروف التي عاشها وتعايش معها، فقد كان، رحمه الله، يعرف بالمواقف التاريخية الصلبة والثابتة. 
كان غفر الله له أحد رجالات الكويت المخضرمين في السياسة والإقتصاد من الرعيل الأول الذين ساهموا بتأسيس الوطن ورفعته ومن المؤمنين بالديمقراطية حيث بدأ مسيرته السياسية كعضو في المجلس التأسيسي في العام 1962، ليخوض بعد ذلك أول إنتخابات تشريعية في العام 1963 ونجح فيها عن منطقة الشامية، كما نجح أيضاً في الأعوام 1967 و1971 و1975 عن نفس الدائرة ونجح في إنتخابات عام 1985 عن دائرة الفروانية، وكان له دور في حركة دواوين الأثنين المعارضة لحل البرلمان عام 1990، وبعد تحرير دولة الكويت ترشح رحمه الله لإنتخابات عام 1992 ونجح بأغلبية كاسحة وفي عام 1999 قرر الإعتزال وترك العمل السياسي والتفرغ للأنشطه الإجتماعية والتجارية بعد رحلة إستمرت ٣٦ عاماً في العمل السياسي.
والكثيرون يذكرون مواقفه السياسية الوطنية طوال السنوات التي كان بها في عضواً في مجلس الأمة الكويتي، كما يذكرون مواقفه ومساهماته بأعمال الخير الكثيرة من طباعة القرآن وتوزيعه سواء بالكويت أو خارجها، ومساعدته للمحتاجين وفتح فناء منزله في رمضان لتوزيع المساعدات والزكاة على المستحقين ..
وصحيفة الدستور الالكترونية إذ آلمها ذلك المصاب إلا أننا نؤمن بقضاء الله وقدره وتشارك هذه الأسرة الكريمة فاجعتها وتدعو الباري عز وجل أن يرحمه برحمته الواسعة فلقد كان الابن البار بوطنه الكويت ورجلاً بمعنى الكلمة قلما يأتي التاريخ بمثله .. الى جنات الخلد يا "بو مطلق" وعزاؤنا الوحيد هو سير أبنائك على نهجك وحرصهم على الوطن.


عدد الزيارات : 3219 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق