> مقالات

عصر الإنفتاح

كتب : خليل العريان |
عصر الإنفتاح

لن تكون هذه المقالة سياسية كغيرها من المقالات بل سأجنح بقلمي بعيداً قليلاً لأنقل للأعزاء بعض الهواجس مما يدور في خُلد الآباء والأمهات الذين أصبحوا يشعرون بالقلق حيال مستقبل أبنائهم من الجنسين مما يسمعونه ويشاهدونه من تصرفات البعض من الشباب الذين تلعب بهم الأمواج والأهواء وتسيطر عليهم التكنولوجيا بشكل غريب.

تحدث هذه الأيام جرائم مختلفة عن الزمن الماضي فمن إختراق الحسابات الى نشر الفضائح بمواقع التواصل، مروراً بسرقة الأرصدة البنكية وبلا شك أشدها خطورة المخدرات الرقمية، كل ذلك يجعل التكنولوجيا هاجس مزعج أكثر من كونه أداة تساعد في جعل الحياة أكثر رفاهية وراحة .. فاليوم التكنولوجيا تخترق الجدران وتجتاز الأعمدة الخرسانية وتفك الأقفال وترفع الستائر كاشفة المستور كل ذلك يتم بإستخدام الأجهزة الذكية المنتشرة بين أيدى الجميع كباراً وصغاراً، فمهما وضعنا الأقفال والسلاسل ورفعنا الجدران لا زال الإختراق سهل للغاية، ويصل الى أعماق غرف النوم.

إن المجتمعات الخليجية بشكل عام والكويت بشكل خاص تعتبر ذو تركيبة خاصة وتصنف من ضمن المجتمعات المحافظة، ولكن ما يحصل اليوم يؤكد بأننا نعيش "عهد الإنفتاح" الذي فرضته علينا ظروف الحياة وتطورها، فاليوم شئنا أم أبينا أصبحنا نعيش في مجتمع إرتفع فيه سقف الحريات لحدود عالية، بشكل للأسف غير مدروس فرضه علينا الغرب المتحرر دون أن تنتبه الحكومات لذلك أو الطبقات المثقفة ولم نستعد له.

لا يختلف إثنان علي أن المسدس سلاح قاتل وتم صنعه لغرض وحيد وهو القتل أما الأسلحة البيضاء مثل السكاكين فهي سلاح ذو حدين ممكن إستخدامها للأغراض السلمية أو تحويلها لأداة يرتكب فيها أبشع الجرائم، كذلك هي التكنولوجيا سلاح ذو حدين إما تكون عامل هدم وإستخدامها لنشر الأكاذيب وهدم القيم والمبادئ ونشر الرذيله، أو تطويعها لجعل الحياة رائعه سهلة، فكما طورنا من نمط حياتنا بما يتلائم مع متطلبات العصر، أجد أننا لابد أن نعيد تأهيل مجتمعاتنا لتطويع التكنولوجيا بها بما يتناسب مع تعاليم ديننا الإسلامي وعاداتنا وتقاليدنا.
التكنولوجيا وسيلة لا تجعلوها أداة ترتكب بها الجرائم الإلكترونية ..

عدد الزيارات : 1320 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق