> مقالات

الاعياد الوطنية والاحتفالات

كتب : خليل العريان |
الاعياد الوطنية والاحتفالات

لقد كانت بريطانيا العظمى كما كان يطلق عليها هي الوصي والمتحكم بمصير وقرارات دولة الكويت والتي أجبرتها الظروف والأطماع المحيطة بِها في ذلك العهد على طلب الحماية والوصاية من التاج البريطاني، فالأطماع أحيطت بالكويت الغالية منذ نشأتها وعلى الرغم من أنها لم تكن سوى قرية صغيرة يسكنها بعض الصيادين الذين يعيشون علي صيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ، ولم تكن لديها زراعة أو صناعه إلا أن القدر أعزائي جعل الأعداء يحيطون بها من كل حدب وصوب، مما جعلها تلجأ لحماية بريطانيا العظمى، ليأتي تحريرها من تلك التبعية في عهد المغفور له أبو الدستور الشيخ عبدالله السالم، ولكن الأطماع لم ولن تنتهي فذلك هو قدرها، وجاء "جزار الشرق الأوسط" المقبور ليغزو الكويت وإعتبرها كيكة عيد ميلاده و أراد إبتلاعها وضمها الي دولته التي كانت أغنى من الكويت وضيعها بجهله وطمعه، ليقف العالم صفاً واحداً في مشهد نادر ويتفقوا على تحرير الكويت ليرسموا نهاية سعيدة للمشهد الدموي الذي إستمر لشهور من قتل وتشريد للشعب الكويتي، ولقد إمتزجت الدماء النقية الطاهرة للشهداء من جميع الجنسيات سواء من الكويتيين أو أبطال القوات الحليفة التي شاركت بحرب عاصفة الصحراء بتراب الكويت ..
أعزائي .. لقد أشتهر أهل الكويت بالطيب والكرم وفتحوا قلوبهم قبل منازلهم للغريب قبل الصديق، مما جعل الكثيرين من العرب والمسلمين وحتى الأجانب بإختلاف لغاتهم ودياناتهم يختارونها لطلب الرزق وأحبوها لما لقوا فيها من إحترام ومعاملة حسنة، وكيف لا يكون ذلك وهي دولة يحكمها قائد الإنسانية .. إن الكويت دولة ذات طبيعة خاصة تجعل من يعيش فيها يعشقها، وما نحتاجه اليوم هو نشر ثقافة مختلفة عن كيفية الإحتفال بالأعياد الوطنية فهي مناسبه تحمل بين طياتها ذكريات وعّبر نتعلم منها جميعاً، فما ننعم به اليوم من رغد العيش جاء من تضحيات الآباء والأجداد، فالعيد هو ذكرى عزيزه على قلوبنا، وليس مناسبة لرش الفوم أو الماء وضرب الضيوف من إخواننا الوافدين بقناني الماء على شارع الخليج كما نقل لي أحد الأصدقاء في منظر غير حضاري، والإحتفال يا إخواني الشباب يكون بتوزيع الحلويات والورود ورفع الأعلام ونشر الحب وحسن المعاملة، وليس بتصرفات طائشة صبيانية .. فلنجعل العيد الوطني وعيد التحرير كعيد الحب الذي يحتفل به الجميع بالورود والحلويات، إرفعوا الرايات والإعلام وارتدوا ما يجعله عيداً زاهياً ومن أجمل الايام في تاريخ الوطن .. فالكويت ليست ملكٌ لأحد، وترحب بكل شريف يقيم فيها .. 
وكل عام والكويت بخير ،،
خليل العريان

عدد الزيارات : 2079 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق