> مقالات

"رجال الدين .. والسياسة "

كتب : خليل العريان |

كثيرون منا وقفوا ليصفقوا عندما إنطلق ما يطلق عليه الربيع العربي من تونس إلى ليبيا ثم مصر وبعدها اليمن ولكنها فشلت في سوريا ليصدر بعض رجال الدين الفتاوى والدعوة إلى الجهاد واعتبروا ما يحدث ثورة إسلامية لنكتشف لاحقاً إنها لم تكون ثوره بل هي "ثواره" ( كلمة باللهجة الكويتية) .. وخلال السنوات القليلة الماضية لم تهدأ مواقع التواصل الإجتماعي من حوارات بين الشباب من كافة الدول العربية تحولت معظمها للأسف إلى جدال طائفي بغيض عقيم يجعل الأعداء المتابعين سعداء، وربما ما حدث في لبنان الحبيب من حرب أهليه طاحنه بدأت في العام 1974 واستمرت 16 عاماً لم يكن سوى بروفة لمسرحية الربيع العربي فلبنان تعرض بسبب تعدد الطوائف والأديان فيه إلى الدمار والخراب من جراء الحرب الأهلية، كذلك كانت أوربا في حقبة زمنية تعاني من ويلات الحروب بسبب الصراع بين الكنائس والبحث عن السلطة، ليقرروا بعدها إبعاد الدين عن السياسة ليحققوا بذلك النجاح واستطاعوا بذلك النهج بناء حضارة وأمه ذات سيادة .. واليوم لازال الخليج ملتهب والصيف ساخن وشخصياً لم ولن أفاجأ عندما تكرر خبر تفجير أحد المساجد في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية ولن أفاجأ عندما يتكرر (لا سمح الله) التفجير في مساجد أخرى أو الكنائس أو الحسينيات لان الشباب الخليجي في كل دول الخليج بلا استثناء مغيب عن الوعى ومغرر به ولن أقول مخدّر بل هو كذلك والسبب الإعلام المضلل وبعض رجال الدين الذين لا يجيدون إصدار الفتاوى .. واليوم  ونحن بين مطرقة الدواعش وسنديان الحوثين والإخطار الأخرى تحدق بنا من كل صوب يجب علينا أن نكون يداً واحدة وما يحدث اليوم يعيد شريط الذكريات في مخيلتي لحادث خطف طائرة الجابرية في العام 1988 فمن خطفها أفرج عن الركاب الشيعة وقتل إثنان من المواطنين من المذهب السني لا لشيء بل لأنهم كانوا يريدون إشعال الفتنة في الكويت ولكن هيهات فالشعب الكويتي كان في قمة الوعي والإدراك وأجاد الإعلام في ذلك الوقت ورجال الدين على إختلاف عقائدهم التعامل مع الحدث، ويجب أن يعلم جميع ممن يعيش في دول الخليج بأننا شركاء بالعيش الكريم على هذه الأرض الطيبة وكم أتمني أن يفهم جميع رجال الدين الأفاضل من مختلف العقائد والأديان وبعض القنوات الإعلامية أنهم يجب أن يدعوا لسبيل الهداية كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم  "أدعُ إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" وان يوقفوا نشر الأفكار المتطرفة لأننا وصلنا لمرحلة أصبح فيها بعض رجال الدين وأصحاب اللحى والعمائم هم الخطر الحقيقي علي أمن المنطقة، فمن وجهة نظري المتواضعة أن رجال الدين مكانهم دور العبادة وليس مواقع التواصل أو القنوات الفضائية فرجل الدين يجب أن يكون زاهد عابد وليس نجم إعلامي أو مغرد سياسي .. حفظ الله الكويت والخليج والمسلمين من كل مكروه ..
 

عدد الزيارات : 2556 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق