> مقالات

أربع اصوات مو أربع حريم

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
أربع اصوات مو أربع حريم

يبدوا أن مجتمعنا "الذكوري" لا يفرّق بين الحياة الاجتماعية و الحياة السياسية ، لذلك يقوم الذكوريون بالخلط بين المجالين الاجتماعي و السياسي و عليه يطالبون بإعادة الأربع اصوات لانتخابات مجلس الأمة ، فما دام الله قد سمح للرجل بالزواج من أربعة نساء فعلى القيادة السياسية أن ترجع آلية الانتخابات للأربع أصوات و إلا أصبحت قمعية و ضد حرية الرأي المكفولة دستورياً، إن لم يكن هذا التخلف هو الدافع للمطالبة بأعادة الآلية القديمة للانتخابات فما هو الدافع الحقيقي لها ؟ هل كانت الأصوات الأربعة سداً منيعاً في وجه الفساد ؟ هل كانت حصناً حصيناً تذود عن الانجازات ، هل كانت عيشاً رغيداً يتمتع به المواطن ؟ في الواقع إن هذا الإصرار على المطالبة بإعادة الأصوات الأربعة ليس بهدف مكافحة الفساد ولا لتحريك عجلة التنمية ولا لرفع مستوى المواطنين المعيشي، فبعهد الأصوات الأربعة كان الفساد موجوداً في جميع مؤسسات الدولة و كانت عجلة التنمية "مبنچرة" وكان تذمّر المواطنين مرتفع النبرة من كثرة الديون و سوء الخدمات الصحية و التعليمية و الانشائية و السنوات الأسكانية الخمسة عشر و المئة و خمسين دينار بدل الايجار .
وبعد هذه المقارنة البسيطة نريد أن نعرف سبب استماتة المبطلين و بعض النواب الحاليين في المطالبة بإعادة الأصوات الأربعة ، ولكي نجيب على هذا السؤال ينبغي أن نستذكر الميزة التي استفاد منها هؤلاء من تلك الآلية ، والتي حرمهم منها الصوت الواحد ، وتعتبر هي الميزة الوحيدة التي تختص بها آلية الأصوات الأربعة دون غيرها ، وهي  "الأغلبية" ، والتي كانت رمزاً للتأزيم ، فالأغلبية التي يسعى هؤلاء لإعادتها لم ولن تتحقق إلا بشراء و تبادل الأصوات و الفزعات السياسية التي أوصلت للمجلس كل متردية و نطيحة ، والتي وقف الصوت الواحد بوجهها منقذاً الوطن و المواطنين من هذا النوع الفاشل من الممارسات الديمقراطية ، أما عن سبب الدفاع عن هذه الآلية "الدفع الرباعي" فمن المستحيل أن يكون لمصلحة الوطن أو مكافحة الفساد أو تحريك عجلة التنمية و الدليل كما ذكرنا آنفاً أن السلبيات التي يدعون سعيهم للقضاء عليها بواسطة الأصوات الأربعة كانت موجودة في ذاك العهد ، إنما هي حاجةٌ في نفس يعقوب .
و الأولى من المطالبة بما لا يسمن ولا يغني من جوع يجب على هؤلاء أن يشغلوا عقولهم بما يفيد المجتمع الكويتي كتشكيل الدوائر الانتخابية من جديد لتشمل المناطق السكنية الجديدة كمدينة صباح و سعد و جابر ، و زيادة عدد النواب بما يتناسب و عدد سكان تلك المناطق ، هكذا يكون الاهتمام بمصلحة الوطن والمواطنين و ليس بتهميش هذه القضايا و التمسك بآلية الدفع الرباعي التي لن تفيد إلا أصحابها .
والله ولي التوفيق

عدد الزيارات : 1884 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق