> مقالات

أنا عايش على قدّي .. و ماكو بيت

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
أنا عايش على قدّي .. و ماكو بيت

أوبريت رائع من عمل الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا و سندريلا الشاشة الخليجية سعاد عبدالله بإسم "مداعبات قبل الزواج"، اِقتبست عبارة " انا عايش على قدي و عندي بيت" من إحدى أغانيه و قمت بقلب حقائقها لأن هذه الحقائق المقلوبة أصبحت هي واقعنا اليوم، فأحداث الأوبريت تلخصت في قصة شاب كويتي بسيط لا ينقصه سوى العثور على شريكة حياته، فقد كان هذا الشاب موظف حكومي يملك سيارة (ما فيها ليت) و يملك بيت و هذا مربط الفرس، فالقضية الأسكانية آنذاك لم تكن عائقاً في طريق الشباب الذين يريدون الاستقرار، حيث كانت مساحة المساكن ألف متر ويمكن أن تتسع للأب و أبنائه و عائلاتهم الصغيرة، و لم تكن بمساحة أربعمائة متر ينتظرها المواطن ما يقارب العشرين عاماً لتضيق عليه في النهاية، ولم يكن هناك احتكارٌ للأراضي من قبل تجار أصبح احتكارهم سبباً في ارتفاع أسعار الأراضي السكنية و العقارات لمليون دينار في بعض المناطق، و لم تكن أسعار الإيجارات عشوائية يحددها صاحب الملك حسب تقديره الشخصي ليوصلها لخمسمائة دينار و أكثر مقابل مائة و خمسين بدلاً للإيجار، و لم يكن هناك حكومة تعلم بكل تلك الأمور التي أهلكت كاهل المواطن دون أن تفكر بالتغيير  حتى لا تزعج التجار و المتنفذين، و لم يكن هناك نواباً لا يهمهم من قضايا المواطن إلا تلك المعاملات التي ينجزونها لأقاربهم و أصدقاءهم كما هو الحال اليوم.
لقد أصبح المواطن الكويتي في وطنه اليوم مواطناً من الدرجة ثانية أو مواطناً بدرجة مقيم بعد أن استأثرت حفنه من التجار بالأراضي و العقارات وهذا لم يتم إلى بمساعدة الركاكة الحكومية، فحكومتنا الركيكة أخذت قانون الأسكان الذي يلزمها بتوفير الرعاية السكنية للمواطنين خلال خمس سنوات و ركنته في أحد أدراجها و أخذت تماطل و تتلاعب بمشاعر المواطنين دون أدنى تفكير بمستقبل هؤلاء "المقاريد"، فمن تأجيل إلى تأجيل ومن دراسة إلى دراسة و من ذريعة الأراضي العسكرية إلى مصيبة الأراضي النفطية انتهاءً بتوزيع مساكن ورقية في الأراضي الحدودية، حتى بات المواطن الكويتي يعيش في "وطن بالإيجار" و أي ايجار ؟ الإيجار الذي يكلفه بالاضافة إلى البدل الحكومي نصف راتبه و ربما نصف راتب زوجته ايضاً ما يجعلهما على وشك الإفلاس طوال فترة انتظارهما لبيت العمر، و هذا ما يدفعهما للاقتراض ليجهزا بيت العمر، و بهذا الشكل تكون الحكومة قد نجحت بإبقاء المواطن غارقاً في ديونه من مهده إلى لحده بدلاً من أن تهيئ له الظروف التي تسمح له بتعدد مصادر دخله ليعيش في رفاه .. في بلد الرفاه .

والله ولي التوفيق

عدد الزيارات : 2103 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق