> مقالات

من جيراننا صالح و طالح

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
من جيراننا صالح و طالح

كـارثـة .. تلك التي وقعت في منطقة الصوابر . رجال دين، مسنون، أطفال، أبرياء، منهم من رحل مقطّع الأوصال، و منهم من سيقضي بقية حياته بعاهة مستديمة، أما بقية المواطنين الكويتيين فسيبقى الأثر السلبي لهذه العملية الإرهابية في نفوسهم طويلاً كما ترك الغزو الصدامي أثره في نفوسهم طويلاً، إن لم يكن أبدياً . و لو كانت الكويت إحدى الدول التي شاركت في الحروب الإرهابية الإقليمية كتلك القائمة في سوريا أو العراق لما استغربنا مثل هذه الواقعة، لكننا شعبٌ مسالم، حيادي، نعيش في دولة تفتح ذراعيها للجميع، حتى هؤلاء الذين وقفوا ضدنا في الغزو الصدامي أصبحوا اليوم بفضل الله و حكمة سمو الأمير أصدقاءً لنا و هذا ما جعل استنكار دول العالم يصل عنان السماء، يا له من منظر حزين عندما نزل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد من سيارته و هو يذرف الدموع، يا لها من ردة فعل عظيمة عندما قيل له أن المنطقة غير مؤمنة و ذهابك فيه خطرٌ عليك فرد "هذولا عيالي" .
لقد أتى الإرهابي الهالك فهد القباع من المملكة العربية السعودية حاملاً أفكاره المتطرفة التكفيرية و التي لا تمت للإسلام بصلة ليفجر نفسه بحزامه الناسف داخل أحد مساجد الكويت في نهار رمضان ، و السؤال هنا : هل تلقى هذا المجرم تلك الأفكار من مصادر مجهولة أم تلقاها من مناهج دراسية رسمية ؟ هل سمعها تروج في قنوات أوروبية أم سمعها من قنوات محلية مثل وصال و صفا ؟ و السؤال الأهم : بعد أن تبرّأ ذوي الإرهابي منه و من فعلته النكراء و بعد أن صرح أحد أقربائه أنه لو كان يعلم بنيته بالقيام بهذا الفعل لقتله قبل أن يغادر إلى الكويت، هل يجب أن تنقّح تلك المناهج ؟ و هل يجب أن تُغلق تلك القنوات الفتنوية ؟ أليست تجارب مرة تلك التي مرت بها الدالوة و القديح و العنود والتي وصل مداها للصوابر ؟ لا شك بأن الفضل الأكبر لزرع أفكار التطرف و التكفير و التي تنتهي عادةً بتفجير الغير يرجع لتلك القنوات و المناهج، فتكفير الغير و عدم قبول التعايش مع الآخر فكر شاذ لا تشرعنه أي ديانة و لا يتبناه أي مذهب بينما أبدعت به "وصال" و مثيلاتها .
في المقابل هناك من أهل المملكة من أتى للكويت مسافراً ليوم واحد متحملاً متاعب السفر بهدف تقديم العزاء لأهل الكويت بشهداء الصلاة مستغرباً وقوع مثل هذه العمليات الارهابية في دولة مثل الكويت تُعرف بالوسطية و التعايش السلمي بين طوائف مجتمعها، فأهالي القطيف و الإحساء على سبيل المثال أثبتوا لنا أن هناك الكثير من أهالي المملكة لم ينجرفوا خلف الفكر المتطرف الذي تروج له تلك القنوات الفتنوية و هم بذلك مشكورين .
خلاصة القول أن الصالحين من جيراننا أعطونا الأمل بأن مستقبلنا سيكون أفضل من حاضرنا، سيكون خالٍ من الإرهاب و التطرف بشرط أن نتخلص من الطالحين دعاة الفتنة و عشاق التكفير و التفجير .
والله ولي التوفيق

عدد الزيارات : 5805 زيارة

كل التعليقات

  • الوحدة

    العامري

    مقالة رائعة أ/عبدالعزيز بومجداد تصوير للواقع الذي نعيش فيه بين الأهل والجيران ، نتمنى لك التوفيق والنجاح والاستمرار بمقالاتك الهادفة والله ولي التوفيق

    1

اضف تعليق