> اقتصاد

أسعار النفط تواصل التراجع بسبب «تخمة» المعروض


أسعار النفط تواصل التراجع بسبب «تخمة» المعروض

واصلت اسعار النفط تراجعها وسط تجدد المخاوف بشان زيادة المخزون العالمي من النفط الخام في الاسواق وبلوغ مرحلة “التخمة” في المعروض حيث سجلت خلال تعاملات الايام الاخيرة الاخيرة ادنى مستوياتها خلال العام الجاري.
واستمر النفط الخام الامريكي في الاسواق الاوروبية بتكبد الخسائر لليوم الخامس على التوالي حيث هوى مزيج (برنت) ليبلغ 28ر52 دولار للبرميل وهو المستوى الادنى تقريبا منذ مطلع العام الجاري في حين تراجع الخام الامريكي الخفيف الى مستوى 06ر47 دولار للبرميل مسجلا ادنى مستوياته منذ 24 مارس الماضي.
واثارت موجة المبيعات القوية في اسواق الاسهم العالمية مخاوف المستثمرين بشان الاقتصاد العالمي غير المستقر اصلا وذلك في اعقاب الخسائر الحادة التي منيت بها الاسهم الصينية منتصف الاسبوع الجاري لتتبعها اسواق السلع الاخرى وابرزها النفط.
وتشهد الاسواق تنامي المخاوف بشان الطلب في الصين (ثاني اكبر مستهلك للنفط في العالم) في الوقت الذي يتسع فيه المعروض العالمي.
وواصلت الأسهم الصينية الليلة الماضية هبوطها لليوم الثاني على التوالي بعد تكبدها مطلع الاسبوع أكبر خسارة يومية خلال الاعوام الثمانية الأخيرة الأمر الذي زاد من مخاوف تعرض البلاد لأزمة مالية حادة تدفع باقتصاده نحو مزيد من التراجع.
ووسط هذه البيانات السلبية المؤثرة على اسعار النفط خفضت شركات الطاقة الكبرى في العالم انفاقها على المشاريع الجديدة بنحو 200 مليار دولار بهدف حماية ارباح المستثمرين نظرا لتراجع اسعار النفط للمرة الثانية خلال العام الجاري.
وياتي هذا القرار بعد موجة البيع المفرط للعقود الاجلة للنفط والتي تزامنت مع انخفاض اسعار الذهب والنحاس وغيرهما من المواد الخام الامر الذي هوى بمؤشر اسعار السلع الى ادنى مستوياته في ست سنوات على خلفية المخاوف من ضعف النمو الصيني وارتفاع امدادات السلع.
وأدى انخفاض أسعار النفط الخام خلال العام الجاري إلى تأجيل 46 من مشاريع النفط والغاز الكبرى في ضوء وجود 20 مليار برميل من النفط كاحتياطيات.
وتعتبر الصين ثاني اكبر مستهلك للطاقة في العالم ومستوردا كبيرا للنفط الخام ويخشى المستثمرون من أن يزعزع انهيار سوق الأسهم استقرار الاقتصاد الصيني ويخفض الطلب على الوقود.
وتتسم إمدادات النفط العالمية بالوفرة في ضوء تنافس كبار منتجي الخام في الشرق الأوسط على السوق وضخهم ما يزيد عن 3 في المئة الى الطلب.
وفي العراق تتجه صادرات حقول النفط الجنوبية الى تسجيل مستوى شهري قياسي بعدما تجاوزت ثلاثة ملايين برميل يوميا منذ بداية الشهر الجاري.
وشهدت اسواق النفط عبر العالم عمليات شراء لتغطية مراكز البيع بعد تراجع واسع للأسعار على مدى خمسة أيام خسرت فيها العقود الآجلة للخام نحو 7 في المئة ومع ذلك ما زال البعض يتوقع أن تشهد سوق النفط مزيدا من التراجع.
ويعزى تعافي اسعار النفط جزئيا والذي تم رصده في الاسواق الاسيوية اليوم الى توقعات بانخفاض مخزونات الولايات المتحدة من الخام الأسبوع الماضي بعد زيادتها إلى أعلى متوسط موسمي لها منذ خمسة أعوام في الاسبوع قبل الماضي وذلك وفقا لما أظهرته بيانات حكومية امريكية مؤخرا.
ويترقب المستثمرون البيانات الأسبوعية للمخزونات الأمريكية لتقييم قوة الطلب حيث سينشر التقرير الاسبوعي لادارة معلومات الطاقة الامريكية في وقت لاحق اليوم.
واظهرت بيانات صادرة عن معهد البترول الأمريكي الليلة الماضية انخفاض مخزونات الخام بمقدار 9ر1 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 24 يوليو الجاري .
يذكر ان البنك الدولي ذكر في تقرير اصدره الاسبوع الماضي ان أسعار السلع ستظل ضعيفة خلال العام الحالي حتى في ضوء التعافي الجزئي لها في أعقاب انهيار أسواق الاسهم والنفط العالمية.
وتوقع البنك أن يكون متوسط سعر النفط خلال العام الحالي 57 دولارا للبرميل في حين كانت توقعاته قبل ثلاثة أشهر عند 53 دولارا للبرميل وفي الوقت نفسه فان السعر المتوقع للنفط خلال العام الحالي يقل بنسبة 39 في المئة عن متوسط السعر في العام الماضي.

عدد الزيارات : 2868 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق