> مقالات

مريم الرجيب تكتب : " دروس وعبر في ذكرى الغزو "

كتب : مريم الرجيب |
مريم الرجيب تكتب :

الأحداث الحياتية التي تمر على المجتمعات على اختلاف أنواعها وتأثيرها تصبح ملفات تحوي ذكريات سلبية وأخرى إيجابية ، ويوم غدٍ سيفتح ملف ذكرى مأساوية ، ذكرى الغزو العراقي الغاشم على دولة الحب والصداقة والسلام حين انقض النسر الأسود على كويتنا الحبيبة وأنشب مخالبه في جسدها فقتل وسلب ونهب وهدم وخرب ومزق ، قتل روح الأخوة وكل القيم الإنسانية النبيلة والأعراف الدولية والمجتمعية ، وسلب ونهب الأمن والأمان من القلوب والبيوت ، كما هدم البنية والبناء والعلاقات ، ومزق وشائج الأخوة والجيرة ومواثيق العروبة.
أظهر الكويتيون في بداية الأمر الدهشة وعدم التصديق ثم الاستيعاب بأن المصالح والطمع والحسد هم الذين يقودون للتسلط والقضاء على كل الأعراف والمواثيق ، ثم أفاقوا وتفوقوا وتصدوا للطامع القاتل واقتلعوا مخالبه وتم طرده وإسكات أبواق نظامه إلى الأبد. وقام الحب والتكاتف ولملم جروح الكويت والكويتيين على اختلاف أشكالها وعمقها وأثرها وتأثيرها .
وتمر السنين تلو السنين على هذه الذكرى المؤلمة ويبقى ألم الجرح الغائر ماثلاً للخيانة والغدر والجشع ، 
ولكن  كل محنة تضم منحة ورسالة ، وكانت الرسالة من الغزو العراقي الغادر دروساً منها:
١- الوعي والحذر وعدم الركون والثقة بالكلمات المعسولة والرنانة المخدرة للقلوب الطيبة ،وعدم ترك قيادة الرأي وأمور الوطن بيد العاطفة وتوابعها.
٢- رسالة بأن الكويت يحكمها آل الصباح الكرام الذين يتميزون بالحكمة والحنكة والدبلوماسية وبأن ليس هناك عدواً دائماً ولا صديقاً دائماًوإن حكام الكويت والشعب أسرة واحدة.
٣- علينا ألا نغفل تماماً عن الماضي فقط نستلهم منه الدروس المعينة على المضي قدماً ونعيش الحاضر ونفتح أعيننا وأذهاننا وزيادة وعيننا للبناء والتطوير ونبحث عن الحلول بتحليل  الأسباب.
٤- أن لا ننشر الإشاعات التي تضعف العزائم ولا نكرر كل سلبي يسلب هدوئنا واستقرارنا بل نقوي عزائمنا وتكون الإنجازات والإيمان والتوكل على الله ركيزتنا ،
لتكن الكويت منارة للإنجاز والنجاح والحب والإنسانية والصداقة والجمال والسلام.

مريم الرجيب


عدد الزيارات : 5049 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق