> مقالات

بالسين و الشين أصبحنا طحين

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
بالسين و الشين أصبحنا طحين

تكالبت التنظيمات الإرهابية على سوريا و العراق بدعاوى تطبيق أحكام الدين الإسلامي و تحرير تلك الشعوب من العبودية و تخليصها من أنظمة القمع و الاستبداد تاركين إسرائيل تعيث في فلسطين الفساد .
إن الصهاينة الذين اعتادوا تدنيس أولى القبلتين بأحذيتهم أوْلى بالأحكام الإسلامية التي يريد هؤلاء الإرهابيين تطبيقها على شعبي سوريا و العراق ، و تحرير الشعب الفلسطيني من قمع و إستبداد الكيان الصهيوني أوْلى من تحرير شعوب تعيش أوضاعاً مشابهةً لأوضاع شعوب العالم .
إنها مؤامرة هدفها تقسيم دول المسلمين و تفتيتها لأقاليم طائفية متناحرة و هذا مع الأسف ما ورد على لسان بعض السياسيين  الذين طالبوا صراحةً بعزل الشيعة عن السنة و عزل الشيعة و السنة عن الأكراد ولا أعرف كيف رأوا أن في ذلك مصلحة للمسلمين ، بل إن هناك الكثير ممن انطلت عليهم تلك الشعارات الرنانة و أيدوا بشكل أو بآخر هذه الأهداف الصهيونية رغم اعترافهم بإجرام تلك التنظيمات و عدم شرعيتها و لا أعرف كيف يمكنهم جمع هذه الأفكار المتناقضة و تأييدها في وقت واحد ! إنها اتفاقية "سايكس بيكو" التي كانت بين الفرنسي فرانسوا جورج بيكو و البريطاني مارك سايكس و التي كشفها الشيوعيون عندما وصلوا لحكم روسيا عام 1917 والتي كان مضمونها تقاسم بلاد الشام و التي أطلقوا عليها آنذاك "الهلال الخصيب" والذي كان لتركيا الأتاتوركية نصيبٌ منها و كانت هذه الإتفاقية هي الخطوة الأولى بعدها يأتي "وعد بلفور" المشؤوم ، إن تفاصيل هذه الاتفاقية و الأطراف الداخلة فيها تكشف لنا حقيقة مواقف بعض الشخصيات السياسية إزاء ما يجري اليوم في سوريا و العراق .
و في مقابل تلك التنظيمات خرجت الحشود الشعبية في سوريا و العراق و التي تعمّد البعض بهدف التدليس الخلط بينها و بين التنظيمات الارهابية ، فأطلقوا على الحشود الشعبية التي يحمل عناصرها جنسية أوطانهم بالمرتزقة و أطلقوا على الارهابيين الذين تكالبوا من دول مختلفة بالثوار الشعبيين ، و لعل من أبرز الشخصيات الجهادية التي ظهرت على ساحة القتال البطل
أيوب آل ربيع و الملقب بـ"أبو عزرائيل" و الذي أطلق عبارته الشهيرة "إلا طحين" و التي اقتبسها من الإمام زين العابدين "ع" و هو يصف بأس و قوة جده الإمام علي بن أبي طالب "ع" الذي كان يطحن الأعداء في الحروب طحن الرحى ، و لو بحثنا عن سبب هذا التخبط الفكري الذي نعيشه لوجدناه "الطائفية" التي أصبحت معياراً نستخدمه في تحديد مواقفنا فنؤيد أو نعارض بناءً على ميولنا الطائفية لا على الحقائق التي تصل لأذهاننا ، و بهذه الطائفية أغمضنا أعيننا عن المؤامرات التي حيكت ضدنا و أصبحنا بكل سطحية نبحث عن مستمسك عقائدي على المذاهب الأخرى حتى نغلبهم عندما ندخل معهم بسجال عقيم و المستفيد من هذا التخلف هو عدونا الذي تحققت أغلب مصالحه بسبب هذه الأفكار العقيمة و لم يبقى أمامه إلّا تقسيم الهلال الخصيب كما ورد في السايكس بيكو والذي سيساعده على تنفيذه تفكيرنا الطائفي و الذي يجب علينا نبذه و محاربة حامليه حتى نصل لنقطة بداية النهوض بأمتنا بدلاً من أن نبقى أمة مطحونة .
و الله ولي التوفيق
@azizBOMEJDAD

عدد الزيارات : 4758 زيارة

كل التعليقات

  • الوحدة

    A7med el3tar

    تسلم ايدك يا كبير

    1
  • الوحدة

    ليلى بومجداد

    مقال موفق و أصاب عين الحقيقة .

    2

اضف تعليق