غلاء الأسعار ..

 

إن ما يحدث اليوم هو ما حذرت منه منذ سنوات عدّة عندما عملت في إحدى شركات الأسماك الكويتية قبل خمس سنوات، حيث كانت الشركة في ذلك الوقت تملك ثلاثون محل لبيع الأسماك الطازجه في الجمعيات التعاونية، وفي أحد الشهور أثناء عملي تلقينا كُتب من بعض الجمعيات تطالب بمضاعفة الإيجار أو التهديد الظمني بإنهاء العقد، وطبعاً معظم العقود إن لم يكن كلها مع الجمعيات هي عقود إستثمار وتمنح الحق للجمعية بإنهائها وعدم تجديدها ودون إبداء الأسباب .. وذهبت لمقابلة رئيس مجلس إدارة أحد الجمعيات وتحدثت معه طويلاً وحاولت أن أقنعه بأن ما تقوم به إدارة الجمعية خطأ وسوف يؤثر على أسعار البيع، فالشركات لن تخسر بل ستعوض الفرق من جيوب العملاء والزبائن إلا أنه لم يوافق وأصر على الزيادة .. وقلت له بالحرف الواحد قبل أن أغادر مكتبه " أنت تجلس على هذا المكتب اليوم وربما لعدد من السنوات ثم ستغادر .. إذا إرتفع سعر الزبيدي ليصبح ١٠ دنانير فذلك بسبب قرارك برفع الإيجارات وتذكر ذلك .. وللعلم في ذلك الوقت كان معدل سعر الزبيدي ثلاث دنانير ونصف دينار .. واليوم بعد أن قام الشباب الوطني الذي نرفع له العقال بتنظيم #حملة_مقاطعة_الاسماك من خلال مواقع التواصل وتفاعل معها الشعب الكويتي مشكوراً ليوصل رسالة شديدة اللهجة للتجار بأننا كشعب غير راضي عن غلاء وإرتفاع الأسعار والتي تستهلك أجورنا ورواتبنا .. ويأتي الدور على إتحاد الجمعيات التعاونية ورؤساء وأعضاء مجالس الإدارات المختلفة ونقول لهم الكرة في ملعبكم إذا كنتم تهدفون لخدمة أبناء المنطقه فعلاً، فلتعيدوا حساباتكم فيما يتعلق بالأسلوب التقليدي الذي تديرون فيه الجمعيات فالأسعار في الجمعيات غالية ومكلفه، فهل من المعقول ان يكون محل لبيع الأسماك في الجمعية إيجاره الشهري ١٢٠٠ دينار وتتوقعون منه خفض الأسعار .. كما لا ننسى دور وزارة المالية وأملاك الدولة السلبي فالقرار الذي أتخذ برفع قيمة إيجار المتر لسوق شرق قرار غير مدروس وجعل الشركة المستثمرة ترفع إيجار بسطة بيع الاسماك من ١٧٠ الي ٤٥٠ دينار شهرياً .. إن نجاح حملة المقاطعه ليس المقصود منه إفلاس التجار بل لفت الإنتباه بان الذي يحصل ليس في صالح الوطن وكل من يعيش على أرضه من مواطنين ومقيمين ولابد من تفاعل جميع الجهات الحكومية المتخصصة مع ما يحدث سواء من وزارة التجارة والبلدية والهيئة العامة للزراعه والثروة السمكية أو إتحاد الجمعيات وقيامهم بأداء المطلوب منهم والتحرك إيجاباً لمواجهة غلاء الأسعار ..