> محليات

عام الإنسانية.. كويتي


عام الإنسانية.. كويتي

تحلُّ اليوم الذكرى الأولى للتكريم الأممي لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، بتسمية سموه «قائدا للعمل الإنساني»، والكويت «مركزا للعمل الإنساني»، في ظل تواصل مسيرة العمل الخيري الكويتي حول العالم، حتى بات هذا الجانب من أبرز الركائز الفعَّالة والناجحة للسياسة الكويتية الخارجية.
 
وقد تكللت الجهود الإنسانية الهائلة التي بذلتها الكويت وأميرها، عالميا، بتنظيم الأمم المتحدة (في مقرها بنيويورك في 9 سبتمبر العام الماضي) احتفالية تكريمية كبيرة، بتسمية سموه «قائدا للعمل الإنساني»، والكويت «مركزا للعمل الإنساني».
 
فعندما يسرد التاريخ مسيرة القادة الكبار، يقف إجلالا وإكبارا، أمام سيرة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ويبدو الحديث عنه في غاية الزهو، فقد أفنى وقته وجهده في العمل من أجل رفعة اسم الكويت، كما أن خبرة سموه في الشأن السياسي، لحوالي 60 عاماً، جعلته أحد أبرز الشخصيات الدبلوماسية والإنسانية العالمية، حيث تقلَّد سموه العديد من المناصب، حتى تسلَّم سدة الحُكم، فقاد الكويت، بحنكة وحكمة، مستندتين إلى خبرة طويلة، عبر دبلوماسية ذات طراز نادر، وسط صراعات ومتغيِّرات عالمية وإقليمية، وقام ببناء علاقات الكويت الخارجية وترسيخها في شتى المجالات.
 
ولم يكن ذلك غريبا على سموه، حيث تميَّز دائما بحنكته وحكمته في التعامل مع الأزمات، فهو شيخ الدبلوماسية، ورجل السياسة الخارجية الأول في العالم العربي، لما يملكه من منهجية ورؤية واضحتين، رسم من خلالهما مستقبل هذا الوطن، وقام ببناء جسر من العلاقات القوية والمتينة مع دول العالم والمنطقة، ولعلَّ دوره الحيوي والفعَّال في رأب الصدع وتهدئة النفوس ولمِّ الشمل الخليجي في اجتماع الرياض، خير شاهد على ذلك.
 
وعودة إلى الدبلوماسية التي أرساها سمو الأمير، وحمل لواءها منذ بواكيرها الأولى، ومضى بقيادة الكويت بخطوات ثابتة، حتى أضحت نهجا متكاملا متفردا، عبر ثلاثية الدبلوماسية؛ السياسية والاقتصادية والإنسانية، مستندا في هذه التجربة إلى ثوابت الكويت ومبادئها الداعمة لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة، وتشهد له مسيرة زاخرة امتدت أكثر من نصف قرن، تخللها العديد من المحطات المفصلية على صعيد السياسة العالمية والإقليمية، وكانت الكويت دائما سبَّاقة إلى تصدرها، وفق عنوان أساسه المصداقية.
 
وإضافة إلى الدبلوماسية السياسية التي تتميَّز بها الكويت، فقد تفردت عن غيرها بمبدأ «الدبلوماسية الاقتصادية»، الذي أطلقه سمو الأمير، كمفهوم جديد في عالم الدبلوماسية العالمية، أي تطويع الاقتصاد ودوره المهم، ليكون في خدمة القضايا والمبادئ العادلة المثلى، محليا وعالميا، ومصداق ذلك ما يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية من جهود جابت العالم كله، من خلال المساعدات والقروض والمنح التي استفادت منها نحو 200 دولة، وعشرات المؤسسات والصناديق التنموية، تخطت قيمتها 18 مليار دولار.
 
ثم شهد التاسع من سبتمبر 2014 محطة تاريخية، بما يمكن اعتباره مفهوما دبلوماسيا جديدا، أطلقته الكويت، هو الدبلوماسية الإنسانية، في رسالة غايتها الإنسان وإغاثته، أينما وجد، تطبيقا لمبادئها، قولا وفعلا، وهو اليوم الذي كرَّمت فيه الأمم المتحدة سمو الأمير «قائدا للعمل الإنساني»، والكويت «مركزا للعمل الإنساني».
 
كما تصدَّرت الكويت دول العالم في حجم التبرعات لدعم الوضع الإنساني في سورية، حين تبرَّعت بـ 300 مليون دولار في مؤتمر المانحين الأول، وبـ 500 مليون دولار في المؤتمر الثاني، كما أمر سمو الشيخ صباح الأحمد بالتبرع بمبلغ 5 ملايين دولار لإنشاء قرية للنازحين السوريين في مخيَّم الزعتري بالأردن.
 
كما استضافت الكويت العام الماضي القمة العربية - الأفريقية الثالثة، التي ركزت على المشاريع التنموية بين الجانبين العربي والأفريقي، وسبقها في عام 2010 استضافة مؤتمر للمانحين لشرق السودان.
 
فهنيئا لأميرنا ذكرى تكريمه، ونبارك للكويت الحبيبة ذكراها «مركزا للإنسانية».

عدد الزيارات : 1209 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق