> منوعات

أم الدنيا وأرض الأنبياء.. تفتح أبوابها للسياح العرب


أم الدنيا وأرض الأنبياء.. تفتح أبوابها للسياح العرب


 
على مدار 5 أيام زارت «الكويتية» القاهرة والإسكندرية في إطار الزيارة التعريفية، التي نظمتها هيئة تنشيط السياحة المصرية للوفد الإعلامي العربي من كل من الامارات والسعودية والكويت، حيث هدفت الزيارة للاطلاع على المقومات السياحية المختلفة، ما يساهم في الترويج للمقصد السياحي المصري في الأسواق العربية والخليجية.
 
ولا شك في أن عالمنا العربي مليء بالأماكن السياحية التي تعتبر وجهات مفضلة للكثير من السياح العرب والأجانب على حدٍ سواء، ومصر تحتل مرتبة متقدمة بين تلك الوجهات، وقديما قال هيرودوت «مصر هبة النيل» لإعجابة الشديد بنهر النيل، ذلك المنحة الالهية التي انعم الله على الشعب المصري، وعلى مر العصور تميزت مصر بحضارتها وثقافتها، وساعدت في كتابة التاريخ، وإن التجول في مصر مثل التنقل عبر الأزمنة. وكان لكل زمن بصمته في جميع المجالات، بفضل علمائه وأدبائه الذين مازالوا أحياء بيننا بفضل أعمالهم، التي تعتبر جزءا من تاريخنا وحضارتنا، حيث لعبت الطبيعة دورا رئيسا في تكوين مصر، فمنذ نحو 7000 سنة أحدث تجمع نهر وصحراء في مكان واحد وتشكيل مساحة شاسعة من الأرض المميزة وتكوين أقدم حضارة على كوكب الأرض، ويمكن لزائريها التجول بين مصر الفرعونية، والرومانية، والإغريقية، والمسيحية، والإسلامية، لتساعدكم على فهم وتقدير الكنوز التي ساهم اكتشافها على التعرف على مختلف الحضارات الإنسانية، وستزودكم الجولة بمعلومات عن أقدم دليل على الكتابة المصرية الهيروغليفية، وقيام الأسر والممالك وانتهائها، والهجرات، وبناء الأهرامات، وعصر بناء المعابد، والانتصارات والهزائم التاريخية، والمزيد والمزيد.
 
كانت البداية من القاهرة مدينة مبهجة ونابضة بالحياة، وموطن الكثير من الآثار الفرعونية والمسيحية والإسلامية، ستجد ما لا تتوقعه في أي شبر تزوره فيها، فالنشاطات الممكن القيام بها والمشاهد التي تنتظركم لا تنتهي، سواء كنت متوجها الى أهرامات الجيزة أو التمتع بالآلاف من التحف الأثرية في المتحف المصري، أو أسواق المدينة التاريخية في خان الخليلي، ويمكنك الاستمتاع بالرومانسية والروعة المطلقة برحلة نيلية في الليل، يُضاف اليها سحر الموسيقى وعروض الرقص الراقية والفلكلور الشعبي وبوفيه العشاء، ويمكنك زيارة دور السينما والمسارح والمولات التجارية الحديثة، وغير ذلك الكثير الكثير.
 
أهرامات الجيزة
لا يمكنك خلال زيارتك إلى القاهرة أن تفوت زيارة أهرامات الجيزة، التي تعتبر من أشهر معالم مصر الفرعونية على الإطلاق، وكما لو ان التاريخ يحكي ناطقا، وتقع مباشرة خارج حدود القاهرة في مكان يُعرف باسم هضبة الجيزة، وتتكون أهرامات الجيزة من ثلاثة أهرامات، أكبرها يعرف باسم هرم خوفو، هذا الهرم المهيب، واحد من عجائب الدنيا السبع، وهو الوحيد الذي مازال باقيا في مكانه حتى اليوم، أما هرما خفرع ومنقرع فهما رغم ضخامتهما الأصغر.
 
وعلى بعد خطوات قليلة إلى الشرق، ستشاهد ثلاثة أكوام صغيرة من الحجارة (يبلغ ارتفاعها 20 مترا) تمثل أهرامات الملكات ومقابر زوجات وشقيقات خوفو.
 
وعلى مقربة منها، سترى أبوالهول العظيم ومتحف مركب الشمس، وهو الموقع الذي تقام فيه أيضا عروض الصوت والضوء الشهيرة.
 
المتحف المصري
مع محتوياته التي تزيد على 120000 عمل، فلا يمكنك استكمال جولتك في مصر من دون زيارة المتحف المصري في القاهرة، حيث يضم المتحف عرضا غير مسبوق لعصر الفراعنة العظماء، إضافة إلى المومياوات والأواني الخزفية والمجوهرات، وبالطبع كنوز الملك توت عنخ آمون. ولقد صنع قناع تابوت الملك الصغير، الذي اكتشف في مقبرته، من الذهب الخالص ووصف بأنه أجمل الأشياء التي تم صنعها على الإطلاق.
 
وتجدر الإشارة إلى أن القاعات الداخلية فسيحة والجدران عالية. ويدخل الضوء الطبيعي خلال ألواح الزجاج على السقف ومن الشبابيك الموجودة بالدور الأرضي. أما الردهة الوسطى بالمتحف، فهي أعلى جزء من الداخل، حيث عرضت فيها الآثار مثلما كانت موجودة في المعابد القديمة.
 
قلعة صلاح الدين الأيوبي 
شرع صلاح الدين الأيوبي في تشييد قلعة فوق جبل المقطم في موضع كان يعرف بقبة الهواء. لكنه لم يتمها في حياته.
 
وإنما أتمها السلطان الكامل بن العادل، فكان أول من سكنها واتخذها داراً للملك. واستمرت كذلك حتى عهد محمد علي.
 
وحفر صلاح الدين في القلعة بئراً يستقي منه الجيش وسكان القلعة إذا مُنع الماء عنها عند حصارها، وهي أعجب ما تم من أعمال، لأن البئر محفورة في الصخر بعمق 90 مترا من مستوى أرض القلعة، وتعتبر قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة من أفخم القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى، فموقعها استراتيجي من الدرجة الأولى، بما يوفر من أهمية دفاعية، لأنه يسيطر على مدينتي القاهرة والفسطاط.
 
ثم كانت الرحلة الثانية الى مدينة الإسكندرية هي ثاني أكبر مدينة في مصر، وأكثر المدن من حيث التنوع الثقافي، يمتد خط الساحل بها مسافة تربو على 30 كم. كما تشتهر بشوارعها العريضة المزينة بأشجار النخيل والحدائق الجميلة والمواقع التاريخية المتنوعة ممتزجة بثقافة المقهى المزدهرة والسكان المُرحين، ما يضفي على المدينة جوا ساحرا.
 
قلعة قايتباي
شيد غرب الإسكندرية مكان المنار القديم الذي تهدم سنة 702هـ إثر الزلزال المدمر الذي حدث في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون. وقد بدأ السلطان الأشرف أبوالنصر قايتباي بناء هذه القلعة في سنة 882هـ، وانتهى من بنائها سنة 884هـ. وكان سبب اهتمامه بالإسكندرية، كثرة التهديدات المباشرة لمصر من قبل الدولة العثمانية، التي هددت المنطقة العربية بأسرها.
 
وتأخذ هذه القلعة شكل المربع، تبلغ مساحته 150 م* 130 م يحيط به البحر من ثلاث جهات. وتحتوي هذه القلعة على الأسوار والبرج الرئيس في الناحية الشمالية الغربية.
وتنقسم الأسوار إلى سور داخلي، وآخر خارجي. فالسور الداخلي يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح. أما السور الخارجي للقلعة، فيضم في الجهات الأربع أبراجا دفاعية ترتفع إلى مستوى السور باستثناء الجدار الشرقي الذي يشتمل على فتحات دفاعية للجنود.
 
المسرح الروماني 
أحد آثار العصر الروماني، وتمت إقامته في بداية القرن الرابع الميلادي. بالإسكندرية في كوم الدكة اكتشف هذا المبنى بالصدفة، أثناء إزالة التراب للبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر بواسطة البعثة البولندية عام 1960. أطلق عليه الأثريون اسم المسرح الروماني عند اكتشاف الدرجات الرخامية، لكن ثار جدل كبير حول وظيفة هذا المبنى الأثري. واستغرق التنقيب عنه نحو 30 سنة.
 
مكتبة الإسكندرية
عرفت باسم مكتبة الإسكندرية الملَكية أو المكتبة العظمى هي كبرى مكتبات عصرها، شيدها بطليموس الأول، ويقال إنه تم تأسيسها على يد الإسكندر الأكبر قبل ثلاثة وعشرين قرناً، ويقال أيضاً انه تم تأسيسها على يد بطليموس الثاني في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، تعرضت المكتبة للعديد من الحرائق وانتهت عام ‏48‏ ق‏.‏م.
 
وُلدت مكتبة الإسكندرية من جديد في أكتوبر 2002 لتسترد مكانتها التي تبوأتها في قديم الزمان. والمكتبة أكثر من مجرد مبنى كبير ومبهر، فهي أيضا مجمع ثقافي ضخم، تجتمع فيه الفنون مع التاريخ والفلسفة والعلوم. كما جعلت منها الأنشطة المتعددة التي تقدمها للجمهور مكانا للنقاش المفتوح والحوار والتفاهم.

عدد الزيارات : 1380 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق