> مقالات

د. أميره الحسن تكتب : "الاستدامة البيئية في الكويت"

كتب : د.اميره الحسن |
  د. أميره الحسن تكتب :

يجب علينا الحديث حول – خطط التنمية المستدامة – حيث يعتبر هذا الموضوع هام جدا لنا كوننا مواطنين وعاملين وأجيال كويتية وغير كويتية تعيش حاضر الدولة المعطاء. لكن ما معنى مصطلح الاستدامة؟

مما يؤسف له حقا أن كل من يقل عمره عن 40 عاما قد فاته رؤية كائنات الشاطئ الكويتية: الزبابيط والقصيع والشقيق والحلزون والقباقب والزوري وصغار الميد الخ.، وذلك بسبب تلوث الخليج العربي وردم شواطىء الكويت في العقود الماضية، والبقع النفطية المتكررة، للأسف اختفت هذه الكائنات الحية تماما وفقدت عملية السير على شاطىء البحر متعتها القديمة. أما على مستوى البر، فكثير يذكرون موضوع التخييم في البر الأخضر الممتلئ في الماضي بالخضرة والعرفج والرمث والخبيز والعنصيل والحميض والطراثيث الصفره والبنفسجية. كثيرون يذكرون ما يحدث في الليل من نوم الناس وهم حذرين من العقارب الصفراء والسوداء، ثم يفاجأ أحدهم عند استيقاظه من نومه في الخيمة بوجود حية ساكنه ملتفة حول نفسها تحت مخدته.. وحينها يبدأ الرعب. وعلى أية حال، فالمرحلة الحالية هي مرحلة – الطبيعة القرعه - لذا حان الأوان كي نعمل جاهدين على انقاذ بيئتنا الجميلة بالبدء بحملة تثبيت التربة. نعم فالتربة الأصلية تستغرق ما يقارب من 500 عام لتشكيلها بالصورة الرائعة البنية. أما ما يحدث في الكويت .. الدولة الأولى في قائمة التلوث الميكانيكي بالغبار، فإن التربة لا تجلس مرتاحة لشهر بسبب حركة الرياح الشديدة. ينبغي لنا كي نحقق عنصر الاستدامة أن نبدأ في ألف باءها.. والألف هنا هي الاستدامة البيئية بكافة حيثياتها من محاربة التصحر وحركة الرياح الشديدة والعمل على الحفاظ على عناصر البيئة الحية وغير الحية بصورة ممتازة. أما كيف سيتحقق هذا المطلب، فإنه يأتي من خلال زراعتنا للنباتات والأشجار قدر الامكان والاستعانة بتقنيات ري تقلل من صرف المياه في ظل ظروف حرارتنا الصحراوية وشدة جفاف الجو. إذا؟ نبدأ بالتفكير بإسعاف بيئتنا على مستوى الأفراد، وبعدها ستسير الأمور في اتجاه سليم. ومع تكرار العمليات الفردية، ستنقلب العملية من (موضة) بيئية إلى (عادة بيئية متأصلة فينا). يجب علينا أن نكون على يقين تام من أن الحفاظ على صحتنا وصحة أجيالنا ينبع من المحافظة على صحة بيئتنا.. فنحن لا نريد أن ننقرض كما انقرض بو جنيف من شواطئنا! هذا وللحديث بقية إن شاء الله. د. أميره الحسن


عدد الزيارات : 2343 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق