> مقالات

د.اميره الحسن تكتب : "باص المدرسة للتنمية المستدامة"

كتب : د.اميره الحسن |
د.اميره الحسن تكتب :


الباص المدرسي وما أدراك ما الباص المدرسي! لقد بات الباص المدرسي أحد رموز الماضي في الكويت لدرجة أقترح على تلفزيون الكويت أن يعمل حلقة تلفزيونية ولقاءات موثقة بالصوت والصورة لذكريات الجيل القديم الذي استعان بالباص المدرسي في التنقل من وإلى المدرسة، وفي الرحلات المدرسية إلى المتحف العلمي وأرض المعارض بمشرف على نظام (دريولنا عاش عاش! دريولنا بيب بيب!)، فضلا عن جيل الفتيات الكويتيات ممن استخدمنه للذهاب لمدارس الثانوية للتدريب العسكري.
ولا أستبعد وجود ذكريات مشتركة بين جيل الفتيات الكويتيات (فتيات الباص) قد تشمل أمورا من مثل: تبادل المعلومات السياسية المحدودة بين الكويتيات والفلسطينيات في زمن كانت المعلومة تنتقل فيه بمحدودية شديدة في وسائل الاعلام، ثم أن انتقال الباص من شارع لشارع لتحميل البنات سمح لمن لم تدرس بأن تحاول أن تذاكر بينما يسير الباص، ومن لم تكتب واجبها المدرسي بأن تنقله من كراسة زميلتها، ومن تعاني من جور زوجة الأب بأن تحادث زميلتها بالباص عن مآسيها، ومن عندها مشروع زواج من نوع ما بأن تخبر زميلتها عن آخر تحركاتها المستهدفة. كانت حركات المراهقين الشباب المضحكة حول الباص للفت الانتباه مصدرا لكركرة بعض الفتيات ومصدرا لغضب وشكوى الكثير من الطالبات في الباص ومدعاة للذهاب لإدارة المدرسة لطلب الحماية!
وبعيدا عن هذه الذكريات المثيرة للاهتمام، نقول والله المستعان أن الباصات المدرسية التابعة لوزارة التربية الكويتية كانت رحمة لأولياء الأمور من موضوع توصيل أبنائهم وبناتهم، فهم يذهبون للعمل وكلهم ثقة بالله وبالإدارة المدرسية بأنها ستتكفل برعاية أبنائهم وليس عليهم أن يقلقوا أبدا! حتى لو مرض التلميذ أو الطالب كانت الإدارة المدرسية تتكفل بإرجاع الطالب استثنائيا للمنزل أثناء الدوام المدرسي. نعم كان كل شيء كان منظما حينذاك. وتمت عمليات زواج بعد الانتهاء من الثانوية العامة جراء استخدام الباص المدرسي ، فيا سبحان الله!
والحقيقة أن الباص يحمل 45 طالبا/ طالبة مما يقلل من عدد السيارات في الشارع 45 سيارة، ويقلل من الانبعاث الحراري والتلوث الناتج من عادم السيارة (أول اكسيد الكربون-ثاني أكسيد الكربون- مواد الرصاص المتطاير، الخ.) وقد ثبت علميا الأثر السلبي للازدحام المروري على ضربات القلب والرئة. إذاً إن استخدام الباص المدرسي هو أحد أساليبنا لتطبيق التنمية المستدامة في الكويت وتقليل الانبعاثات الحرارية فضلا عن خلق جو اجتماعي لأبنائنا المتعلمين.
إن أبناءنا بحاجة للشعور بالثقة بالنفس بدل من أن يتكلوا على البابا والماما في نقل حقيبتهم المدرسية، أو أن يكونوا اتكاليين على السائق الذي قد يخون الأمانة ويطغى على طفولتهم.
وأخيرا.. إنها دعوة لإعادة زمن الباص المدرسي المستدام.
د. أميره الحسن

عدد الزيارات : 2727 زيارة

كل التعليقات

  • الوحدة

    خلود المطيري

    اعتقد ان فكرة عودة الباص فكره سديدة،من جانبي اعتقد انها أفضل حل لتقليل من مشكلة الازدحام المروري المزعج.

    1

اضف تعليق