> محليات

ظريف : «الأمير أدّى دوراً كبيراً بعد حادثة منى ويحدونا الأمل بأن تستمر العلاقات التاريخية مع الكويت ومع سموّه»


ظريف : «الأمير أدّى دوراً كبيراً بعد حادثة منى ويحدونا الأمل بأن تستمر العلاقات التاريخية مع الكويت ومع سموّه»


• لم نطالب أصدقاءنا العرب الذين دعموا صدام ضد إيران وقاموا بتجهيزه بالمجيء لبناء الثقة معنا ولم نظلمهم

• موقف الأصدقاء في السعودية من الاتفاق النووي يتطابق مع موقف إسرائيل... 
فهم يعتبرونه خطراً عليهم وهذا أمر مؤسف وأشعر بالاستياء البالغ منه

• أمن السعودية يعتبر مهماً بالنسبة لنا ونتمنى على أصدقائنا في المملكة إدراك هذه الحقيقة

• لنا نحن والسعودية مصالح مشتركة وأيضا تحديات مشتركة وقواسم مشتركة منها الدين والتاريخ والجغرافيا... فلماذا لا نتعاون؟

• السعوديون يريدون إلغاء دورنا وفي اجتماعات جنيف وباريس طالبوا بعدم حضورنا... ونحن لم نسع لإلغاء دور أي دولة في المنطقة

• نعتقد أن السعودية مستهدفة من «داعش» و«الإرهاب» ونتطلع لتطوير الصداقة والمودة معها

• لا فائدة أو مصلحة لإيران في أن تخسر السعودية... ولا تتحقّق مصلحة المملكة بخسارتنا

• نحن والعرب في سفينة واحدة وإذا أصابها شيء فسنغرق معاً ولا أحد سينقذنا... 
بل كلهم سيقفون على الشاطئ ويصفّقون

• مستقبلنا واحد وإن أدرك العرب ذلك واطمأنوا... فإن إيران إلى جانبهم وستساعدهم في الوصول إلى برّ الأمان

• إذا استطاعت إيران القوية والقريبة التوصل إلى اتفاق مع دول كبرى بعيدة... فكيف لا نستطيع التوصل إلى اتفاق مع إخواننا العرب؟

• آن الأوان لأن نفكر بالمصلحة الجماعية

• أعلنا مراراً أن الحلّ في سورية أواليمن أوالبحرين وأي دولة أخرى هو سياسي

• مع الأسف الكثيرون اعتقدوا أن الاتفاق النووي سيمهّد لنا الدخول مع الأميركيين في صفقة ضد جيراننا... لكن ليس هناك أي اتفاق سري حول قضايا المنطقة

• قلنا إن بوسعنا إيقاف الحرب الدموية في اليمن من خلال بذل المساعي الجادة... 
إلا أن أصدقاءنا في السعودية رفضوا ذلك

• المواقف بيننا وبين مصر بخصوص العديد من قضايا المنطقة متقاربة جداً

• أعلنّا مراراً عدم تدخلنا في شؤون بلدان المنطقة... وأمن الكويت من أمن إيران

• نعلم أن الرئيس روحاني وسمو الأمير يتطلّعان إلى مستقبل أفضل للعلاقات بين الشعبين والبلدين

• أولى أولوياتي تطوير العلاقات مع بلدان المنطقة... والمرشد وروحاني لديهما الرؤية نفسها 
وأنا أعرف وجهات نظر القائد الأعلى بشكل دقيق


وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاتهامات التي وجهت إلى بلاده في قضية «خلية العبدلي» بأنها «مشبوهة لأنها جاءت بعد الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1»، معتبراً «أمن الكويت من امن ايران»، مشيداً في الوقت نفسه بالدور الكبير الذي اضطلع به سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح خلال الحادث المؤسف الذي حصل للحجاج الايرانيين في منى، ومضيفا أنه «يحدونا الامل بأن تستمر العلاقات التاريخية الطيبة بين البلدين ومع سمو أمير الكويت».

وخلال لقاء لظريف مع رئيس تحرير «الراي» الزميل ماجد العلي وعدد محدود من رؤساء تحرير الصحف العربية، سأل رئيس التحرير الوزير الإيراني عن «الدور الايراني في خلية العبدلي، وان هذا الدور يعد تدخلاً في الشأن الداخلي الكويتي ويعمل على افساد العلاقات الطيبة بين البلدين، خاصة ان ايران تزعم بأنها لا تتدخل في شؤون الآخرين وأنها تتابع قضايا الامن والسلام، في حين ان المعتقلين في ملف هذه القضية اعترفوا بانتمائهم لحزب الله وبأن لهم ارتباطاً مع السفارة الايرانية». فأجاب ظريف: «اننا اعلنا مراراً عدم تدخلنا في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة. وامن الكويت هو من امن ايران، والاتهامات التي وجهت الينا في ضوء هذه القضية، جاءت بعد الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1، وهو أمر مشبوه».

وقال: «نحن على بينة ازاء عمق العلاقات الايرانية-الكويتية، وندرك جيدا ما لدى الكويت من دور ومواقف ايجابية، وخلال الحادث المؤسف الذي حصل للحجاج الايرانيين في منى، أدت الحكومة الكويتية، ولاسيما سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح، دورا كبيرا في هذا المجال. ويحدونا الأمل بان تستمر العلاقات التاريخية الطيبة بين البلدين ومع سمو امير الكويت، وان نعمل على الارتقاء بها، ونحن من جانبنا لدينا الارادة الراسخة لتطوير علاقاتنا الثنائية، ونعلم ان رئيس الجمهورية الاسلامية حسن روحاني وصاحب السمو الامير صباح الاحمد الصباح، يتطلعان الى مستقبل افضل للعلاقات بين الشعبين والبلدين».

وعن افاق العلاقات بين طهران والرياض، أوضح ظريف: «نحن بحاجة الى المزيد من النشاط الاعلامي في الساحة العربية، فهناك تضليل للرأي العام ضدنا، وما يهمنا في هذا السياق هو الخطر الدائم الذي يهدد ايران والسعودية والعراق، ولا بد من التأكيد بان امن السعودية يعتبر مهما بالنسبة لنا، ونتمنى على اصدقائنا في المملكة ادراك هذه الحقيقة».

وأضاف: «نحن نعتقد بانه كلما اسرعنا في الالتقاء فانه يمكن مواجهة الخطر، ونحن من جانبنا مستعدون لمد يد العون لكل الاشقاء والاصدقاء في مكافحة الارهاب، وهذا ليس شعارا بل انه يأتي في اطار المصلحة والامن للجميع».

وفي شأن ترتيب قضايا المنطقة ضمن الاتفاق النووي بين ايران والقوى الكبرى، قال الوزير الإيراني: «نحن أكدنا ونؤكد بأنه لم يحصل أي اتفاق بخصوص قضايا المنطقة مع مجموعة 5+1 ضمن الاتفاق النووي، ومع الأسف ان الكثيرين كانوا يعتقدون ان معالجة المسألة النووية سوف تمهد لنا الدخول مع الاميركيين في صفقة ضد جيراننا، في حين انه ليس هنالك اي اتفاق سري مع مجموعة 5+1 حول قضايا المنطقة. اما بخصوص الاتفاق النووي حول برنامجنا النووي، ومدته 15 عاما، فانه يسمح لنا بالوصول الى مرحلة التخصيب الصناعي وتوفير الوقود النووي لمحطة بوشهر. وعلى العموم فاننا نعتبر ان الحوار هو السبيل الانجع لمعالجة كل القضايا العالقة».

وبشأن الاتفاق الحاصل بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، صرح ظريف بان «البروتوكول الموقع بين طهران والوكالة الدولية يعتبر وثيقة سرية، وهو ليس للنشر، وانه امر يخصنا والوكالة الدولية، ومحوره هو كيفية تسوية القضايا العالقة خلال الاسابيع التي تلت التوقيع على هذه الوثيقة، ومن مؤشرات تنفيذ هذا البروتوكول، الزيارة التي قام بها مدير عام الوكالة يوكيا امانو للمنشآت النووية الايرانية، ووفقا للاتفاق فان هذه القضايا لابد ان تكون سرية، والوكالة لم تعلن شيئا عن تفاصيلها ونحن نفعل الامر نفسه».

وعن العلاقات الايرانية - المصرية، وضرورة عقد لقاءات بين الدول الاقليمية المؤثرة، ايران ومصر وتركيا، لبلورة مبادرات كفيلة باخراج المنطقة من الازمات التي تعاني منها، وما اذا كان لدى الخارجية الايرانية مبادرة في هذا الشأن، اوضح رئيس الديبلوماسية الايرانية: «نحن نحرص اشد الحرص على اقامة علاقات وطيدة وطيبة مع جميع الدول العربية، وانني ديبلوماسي ولدي اصدقاء من مصر، والمواقف بين البلدين بخصوص العديد من قضايا المنطقة متقاربة جدا. ان حظر الانتشار النووي وحظر امتلاك وانتاج هذا السلاح والموقف من سورية والاتجاه العام، يتطلب ان تكون هنالك شراكة بين جميع هذه الدول، حتى يتحقق الامن. واذا مانظرتم الى السياسة الخارجية لايران، فانكم سترون باننا لم نسع لالغاء دور اي دولة في المنطقة، لكن بعض الدول مع الاسف حاولت الغاء دور ايران، وقلنا لها بانها لن تستطيع. نحن من جانبنا لا نريد الغاء دور احد ولابد ان يكون هنالك دور اساسي لمصر والسعودية وايران والدول الاخرى، للاتفاق على الحوار وتسوية بعض القضايا، ومن شأن هكذا خطوات ان تبرهن على ان سياسة الغاء الاخر خائبة ولا طائل منها».

ولفت الى ان طهران «اقترحت حوار الحضارات، وهذه المبادرة لا تعتمد الغاء دور الاخرين، والحكومة السعودية تريد الغاء دور ايران، وفي اجتماعات جنيف وباريس كان السعوديون يطالبون بعدم حضورنا».

وبخصوص تأثيرات الاتفاق النووي على قضايا المنطقة، والرؤية الايرانية للتدخل الروسي في سورية، اوضح ظريف: «نحن نعتبر الاتفاق النووي، نصرا للجميع في المنطقة، وفي ما يتعلق بروسيا، فاننا كنا نعتقد بانه سيكون هنالك اتحاد وتنسيق حقيقي لدى بلدان العالم لمواجهة خطر داعش ومكافحة الارهاب الا ان هذا الامر لم يتحقق. أما بالنسبة لسورية، فنحن اعلنا مرارا بان الحل في هذا البلد او في اليمن والبحرين واي دولة اخرى هو سياسي. وفي هذا الاطار قدمنا اقتراحات تقوم على اسس احترام ارادة الشعوب وجمعها الى طاولة الحوار، ونعتقد ان كل الازمات الراهنة يمكن للدول الاقليمية التوسط لايجاد الحلول السياسية لها، ونرى بانه لايمكن تسوية هذه الازمات من خلال الخيار العسكري وفرض الشروط».

وفي معرض رده على سؤال تناول الصراعات المذهبية والطائفية والاهلية في المنطقة، والحروب بالوكالة كما يحصل في اليمن وبلاد اخرى، وفي ما اذا كانت التسوية المتحققة بين ايران واميركا للملف النووي الايراني، يصلح تحقيق ما يشبهها في تسوية الازمتين السورية واليمنية لحقن نزيف الدم؟ شدد وزير الخارجية الايراني على ان اولى اولوياته هي تطوير العلاقات مع بلدان المنطقة، لافتا الى ان القائد الاعلى آية الله السيد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني، لديهما نفس هذه الرؤية وانني اعرف وجهات نظر القائد الاعلى بشكل دقيق«، موضحا»ان الاتفاق النووي سيساعد في معالجة قضايا المنطقة، مبينا«ان الاصدقاء في السعودية يعتبرون الاتفاق النووي خطرا عليهم، وهذا امر مؤسف وانا اشعر بالاستياء البالغ منه، وهذا الموقف في الحقيقة يتطابق مع موقف اسرائيل».

واضاف:«نحن على استعداد تام لرفع اي إشكال كان وان نلبي ايجابيا اي اقتراح بهذا الخصوص، واكرر من جديد باننا لا نعمل مطلقا على الغاء دور اي طرف كان في المنطقة، وعلى اصدقائنا ان يدركوا هذه الحقيقة جيدا، فاليوم يمكن تسوية القضية اليمنية عبر المسارات السياسية، وقلنا ان بوسعنا ايقاف الحرب الدموية الخائبة في هذا البلد والتي استمرت 7 أشهر وذلك من خلال بذل المساعي الجادة في هذا الشأن، الا ان اصدقاءنا في السعودية رفضوا ذلك، وكذلك الامر في سورية، فنحن يجب ان نبحث عن الحلول السياسية والا نركز على الاشخاص بل على الضمانات والاساليب والقوانين ومعالجة القضايا المهمة».

وردا على سؤال حول ما الذي تريده ايران من العرب بعد ان اخذت سورية والعراق ولبنان والجزر الثلاث؟ اوضح ظريف:«نعتقد ان السعودية، مستهدفة من داعش والارهاب، ونحن نتطلع لتطوير الصداقة والمودة مع اصدقائنا السعوديين، واصدقاؤنا العرب الذين دعموا صدام خلال 8 سنوات من حربه ضد ايران وقاموا بتجهيزه، يعرفون جيدا باننا لم نطالبهم بشيء مقابل دعمهم لصدام في تلك الحرب، ولم نطالبهم بالمجيء لبناء الثقة معنا ولم نظلمهم حتى اليوم، والشعب الذي تعرض للظلم هو الشعب الايراني، الذي قصف بالاسلحة الكيمياوية خلال 8 سنوات، واصدقاؤنا العرب هم الذين يذهبون الى اميركا لعرقلة الاتفاق النووي، ونحن لم نكن مستعدين للحوار مع اميركا، وكنا ندعو للحوار مع اصدقائنا العرب. وانا اطمأنكم انه كان بامكاننا معالجة الازمة النووية خلال اسبوعين. نحن والعرب في المنطقة في سفينة واحدة، ولا توجد لدى ايران سفينة تخصها وسفينة اخرى تخصكم، نحن في سفينة واحدة واذا اصابها شيء فاننا سنغرق معا، ولا احد ينقذنا، وكلهم سيقفون على الشاطئ ويصفقون، وهذا الامر يحتم علينا الالتقاء والنظر للمستقبل المشترك. وانا ادعو الاصدقاء العرب الى النظر لهذا المبدأ وهو ان مستقبلنا واحد، وان ادركوا ذلك واطمأنوا، فان ايران الى جانبهم وستساعدهم في الوصول الى بر الامان، وخلق منطقة امنة ومستقرة. واذا لم يدركوا هذا المبدأ فاننا سنبقى متمسكين بهذا الموقف. نحن نرى«بان حواراً جاداً قد يوصلنا الى حقيقة وهي انه اذا استطاعت إيران القوية والقريبة التوصل الى اتفاق مع دول كبرى بعيدة، فكيف لا نستطيع التوصل الى اتفاق مع اخواننا العرب. وانا تحدثت عن هذه المبادئ في الصحف العربية، وكتبت في جريدة الشرق الاوسط، وهذا يؤشر الى عمق الاهمية التي نوليها لهذا الامر».

وبشأن نجاح الديبلوماسية الايرانية في ادارة ملف المفاوضات النووية مع السداسية الدولية، اعرب وزير خارجية ايران عن شكره لدور سلطنة عمان وخاصة السلطان قابوس بن سعيد باعتباره عمودا للاستقرار في المنطقة«لما لعبه من دور مهم في مسار المفاوضات»التي كانت مثقلة بالصراعات والمعارك والخلافات العميقة جدا مع اميركا، مضيفا ان«مجموع المحادثات الرسمية وغير الرسمية التي جرت في السلطنة جاءت من اجل تجاوز هذا المسار الصعب، وكل القرارات التي اتخذت في المفاوضات الرسمية وغير الرسمية مهدت للوصول الى المفاوضات. ومفتاح تسوية الملف النووي يتمثل من وجهة نظري بمقولة انه اذا كانت جهة ترغب بالربح مقابل خسارة الجهة الاخرى فاننا لن نصل الى نتيجة، لذلك عملنا على توحيد الربح بين الجانبين، ونحن من جانبنا برهنا على اننا لسنا في وارد الحصول على سلاح نووي وان على الطرف المقابل انهاء العقوبات، وهو في مثل هذه الخطوة لايتعرض للخسارة بل ان من مصلحته ان يقيم علاقات اقتصادية معنا».

وقال:«نحن نرغب بتحقق هذه المعادلة مع دول المنطقة ايضا، فنحن نعتقد بانه ليس من فائدة او مصلحة لايران في ان تخسر السعودية، ولاتتحق مصلحة السعودية بخسارتنا، ولنا نحن والسعودية مصالح مشتركة ولدينا ايضا تحديات مشتركة وقواسم مشتركة، الدين والتاريخ والجغرافيا، فلماذا لانتعاون؟ نحن اما ان نربح جميعا واما ان نخسر جميعا، والخسارة ستؤدي الى خسائر كبيرة في الارواح، ولقد آن الاوان لان نفكر بالمصلحة الجماعية».


عدد الزيارات : 1782 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق