> محليات

احتفال يوم الأغذية العالمي باكسبو ميلانو التزام بمبادرة "صفر جوع" خلال 2030


احتفال يوم الأغذية العالمي باكسبو ميلانو التزام بمبادرة


أكد المشاركون في احتفال منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) بيوم الأغذية العالمي التزام المجتمع الدولي بأهداف (أجندة 2030 للتنمية المستدامة) ومبادرة (صفر جوع) من أجل عالم خال من الجوع والفقر اعتمادا على الحماية الاجتماعية.
وافتتح رئيس الجمهورية الايطالي سيرجو ماتاريللا عصر اليوم الاحتفال باليوم العالمي في اكسبو ميلانو 2015 بكلمة ترحيب بكبار الشخصيات والضيوف في مقدمتهم ملكة اسبانيا ليتيتسيا وبشكل خاص الشباب على جهودهم في النجاح غير المسبوق لاكسبو الذي مثل فرصة لمقاربة بناءة حول قضية حاسمة بالنسبة للانسانية ومستقبلها.
وأكد ماتاريللا أمام الاحتفال الأول المقام خارج مقر (فاو) ان "تغذية الكوكب" الذي اتخذته ايطاليا شعارا لمعرض اكسبو ميلانو يمثل "تحديا تاريخيا أمامنا" نصبو اليه ومثال نبيل لا يمكن فصله عن كلمة "السلام" وأن العمل المشترك وحده كفيل بضمان الأمن الغذائي والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية".
وقال ان اطعام جميع سكان الكوكب هو "مشروع سياسي عظيم في اطار العولمة التي تطغى فيها أحيانا قواعد المالية على مبادئ الاقتصاد الحقيقي".
وأضاف أن شعار اليوم العالمي هذا العام "الزراعة والحماية الاجتماعية لتقويض الحلقة المفرغة للفقر الريفي" يذكرنا كم من المعارف والمهارات نحتاجها وكم القوى التي يتعين جمعها وكم خيار إيجابي يتعين اتخاذه لتحقيق نتائج ملموسة على هذا الصعيد.
واشار ماتاريللا الى وثيقة "اعلان ميلانو" التي تسلمها الأمين العام والتي تعبر عن اكسبو ميلانو وتقر بأن الحق في الحصول على الغذاء وعلى المياه هما من الحقوق الأساسية وعنصران جوهريان من حق الحياة الأعم.
وأشاد بجهود الفاو الحثيثة في مسيرة تحقيق أهداف الانمائية للألفية على مدى الأعوام ال15 الماضية والنجاح الذي حققته والذي قال انه يبشر بأن جيل "صفر جوع" بصدد الميلاد.
بدوره أثني الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون دور على ايطاليا واستضافتها لاكسبو ميلانو بعنوانه الملهم "تغذية الكوكب طاقة للحياة" مشيرا الى أن الخطة الجديدة لتحقيق التنمية المستدامة للسنوات ال15 المقبلة التي اعتمدها قادة العالم الشهر الماضي هي "خطة طموحة ويمكن تحقيقها".
وقال "ان جدول أعمال التنمية المستدامة 2030" الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 سبتمبر هو خطة متكاملة وشاملة تقر بأن جذور مشكلة الفقر والجوع هي متشابكة ومعقدة وتمثل تعهدا قطعه العالم وحان الوقت لاتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق أهدافها للتنمية المستدامة.
وأوضح انه من غير الممكن تحقيق التنمية المستدامة دون القضاء على الجوع وسوء التغذية وهو ما يقتضي "تمكين النساء واتاحة الفرص أمام الشباب وتقديم الدعم لصغار المزارعين مؤكدا أهمية توفير "الحماية الاجتماعية" الى الفئات المهمشة لتحول من وقوع الأشخاص في براثن الفقر المدقع والمآسي.
واشار الى ان الحماية الاجتماعية تحفظ تغذية الأسر وتعزز الأمن الغذائي مشددا على أن أهداف التنمية المستدامة التي اعتمدها قادة العالم لا يمكن تجزئتها ويتعين تفعيلها في كل قطاعات الحياة وعلى ضرورة ادراك أن الفقر والجوع يقوضان مستقبل العالم.
وفي المقابل أشار بان الذي شارك في عدد من فعاليات الاحتفالية بالاكسبو اليوم الى أن "ما يشهده العالم اليوم من اهدار هائل للموارد الثمينة" معتبرا أن كميات الأغذية تقدر بنحو ثلث مجموع المواد الغذائية المنتجة عالميا فيما يعاني مئات الملايين من الجوع وسوء التغذية.
وقال ان الجوع هو أكثر من مجرد نقص الغذاء بل هو ظلم فادح مضيفا "اننا هنا اليوم لبناء حركة عالمية للقضاء على الجوع وعلينا عقد شراكات جديدة وأن نهيئ سبلا أفضل للعمل".
وفي كلمته الرئيسية عبر المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة جوزيه غراتسيانو دا سيلفا أمام ممثلي الدول الأعضاء والشخصيات العالمية البارزة في العيد السبعين لتأسيس (فاو) عن الامتنان للمزارعين وصيادي الأسماك والعاملين في الغابات وغيرهم من العاملين في مجالات الأغذية والزراعة في العالم لاسهامهم في تحقيق "الانجاز المذهل" بزيادة القوت المتاح للجميع حتى مع تضاعف عدد سكان العالم ثلاث مرات منذ عام 1945.
وفي المقابل لفت دا سيلفا الى أن 800 مليون شخص من ضحايا قصور التغذية في العالم اليوم مازالوا يطرحون اثنين من كبرى التحديات التي تستلزم أولا "المسارعة بترجمة الزيادة في وفرة المواد الغذائية الى تغذية أفضل للجميع" وثانيا "الاسراع بتحولات حقيقية نحو نظم مستدامة في انتاج الغذاء واستهلاكه".
وقال المدير العام "ان التغذية الجيدة هي أحد أفضل موارد النمو الاقتصادي فضلا عما تساهم به أيضا في تحقيق السلام والاستقرار".
وحول شعار اليوم العالمي "الزراعة والحماية الاجتماعية" لفت الى أن "الانتاج والنمو الاقتصادي وحدهما لن يحلا المشكلة ما دام سيظل الجياع خارج الاطار العام للصورة" مستدلا بذلك على تجارب الهند والبرازيل واثيوبيا وبلدان أخرى التي أثبتت "دعم القوة الشرائية للفئات الأشد فقرا للحصول على الغذاء تمثل السبيل الأجدى اقتصاديا للتغلب على الجوع".
وفيما ذكر بأن "البلدان الصناعية ذاتها لجأت الى نفس الخطوة للقضاء على الجوع الذي كان مستشريا في أعقاب الحرب العالمية الثانية" مثل "برنامج طوابع الغذاء لدى الولايات المتحدة" أكد دا سيلفا أن "الحماية الاجتماعية تسمح للجياع بالفكاك من الجوع بجهودهم الذاتية وبالتالي العيش حياة كريمة ومنتجة".
وفي رسالته الى الاحتفال أثنى بابا الفاتيكان فرانشيسكو على تركيز (فاو) على الحماية الاجتماعية مؤكدا أن الجوع هو نتيجة "التوزيع الجائر لثمار الأرض" وقصور التنمية الزراعية وهو ما يجعل دول المنظمة أكثر الحاحا من أي وقت مضى.
ونبه البابا الى أن النوايا الحسنة ليست كافية حيث يتسبب التوزيع الجائر في العنف بشكل أو آخر مشيرا الى أن السؤال الحقيقي هو ما اذا كان ممكنا أن "نتصور مجتمعا يتحكم في موارده قلة في حين يكتفي الأقل حظا فيه بجمع الفتات".
كما استمع الحفل لمداخلات كل من وزيري الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني والزراعة ماوريتسو مارتينا ورئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية كانايو نوانزي والمديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي ارثارين كازين وعمدة ميلانو جوليانو بيزابيا.
وضم الحضور عدد من كبار الشخصيات في مقدمتهم رئيس جمهورية سلوفينيا بوروت باهور والملكة الاسبانية يتيسيا سفيرة (فاو) للنوايا الحسنة للتغذية في العالم ووفد الدول الأعضاء والمشاركة في اكسبو بينها وفد الكويت برئاسة سفير الكويت لدى ايطاليا الشيخ علي خالد الجابر الصباح والمندوب الدائم لدي فاو المهندس يوسف جحيل.
وتحيي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الاحتفال بيوم الأغذية العالمي كل عام في 16 أكتوبر الذي يصادف ذكرى تأسيسها بمدينة كيبيك بكندا عام 1945.

عدد الزيارات : 1938 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق