> مقالات

د.اميره الحسن تكتب : "نحن نحب العافور حبا مستداما"

كتب : د.اميره الحسن |
د.اميره الحسن تكتب :


اليوم يوم غير شكل!! فأول النهار كان رطوبه و"قتّه" .. وما لبث أن انتصف النهار ، فأصبحنا نتلقى صورا لأمطار في أطراف البلاد .. وما أن نادى المؤذن لصلاة المغرب حتى بدأت نداءات التحذيرات بضرورة توخي الحيطة والحذر من عافور سوف يعفر "بالأكو والماكو"!
في الكويت، قديما غنت سعاد عبدالله في الأوبريت الشهير (اليوم هده ليشن كوس هدونا.. رحنا المدارس وعند الباب ردونا) .. ويبدو أن هذه الجملة تسري في عروق من في الكويت مسرى الدم، حيث ترددت في كل وسائل التواصل الاجتماعي جمل مطالبة وزير التربية الدكتور بدر العيسى بضرورة الحزم وتصدير قرار عاجل بوقف الدراسة غدا!! علما بأن الجميع داوم الأسبوع الماضي فقط ثلاثة أيام عمل .. فما المانع من تمديد الاجازة يوما آخر جزاك الله خير يا دكتور؟ وشوية وإلا تبرق وترعد ومن ثم نزل الغيث من السماء مع غبار حوّل لون السماء إلى الأحمر .. وبعد وصلة مطر خفيفه مالبث أن استكان الغبار وهدأ الوضع واستبشر الجميع بموسم شتاء مطير بإذن الله..
قديما كان العافور يأتي بعز الصيف و القيظ، حيث يختنق الناس من شدة الغبار العالق في الهواء وتتدني الرؤية إلى صفر، لدرجة إطلاق سراح الطلبة من المدارس لكي يكونوا في رعاية أسرهم وذلك بإركابهم الباص المدرسي بصورة عاجلة وتوصيلهم إلى منازلهم سالمين.. (حاليا لا توجد باصات مستدامة.. "ريممبر"..؟) .. والعافور ليس كله شر كما قد يتصور البعض، فقد ثبت علميا أن الغبار يحمل التربه المفككه من منطقة إلى منطقة، وغالبا ما تحوي هذه التربة على عناصر التربة الغنية التي تساعد على نمو النباتات في المنطقة التي يترسب عليها، وهنالك الكثير من الاثباتات العلمية لدراسات تمت على دول أفريقية.
والعافور ليس حكرا على كوكب الأرض، ولكن ثبت علميا أن كوكب المريخ يتعرض للغبار بين فترة زمنية وأخرى على "خط الاستواء المريخي" وذلك تبعا لتعرضه للحرارة القادمة من الشمس في "فصل الصيف المريخي".
وبعد، فإن للرياح سلبياتها على دول صحراوية كدولة الكويت، حيث يبخل كثير من المقيمين والمواطنين بالقيام بخطوة أقل ما يقال عنها "خطة انقاذ للبيئة" لا تتأتى إلا إن قام كل فرد بزراعة شجرة أو فسيل نخل كفيل بتثبيت التربة والتقليل من أثر الرياح الشمالية شرقية والجنوبية غربية ، وكلاهما مثيران للرياح، وهكذا يضربون عصفوران بحجر: بزيادة رقعة الظل وبالتالي تقليل درجة الحرارة الكلية قليلا وزيادة خصوبة التربة نظرا لبقاء التربة وعدم تعرضها للتعرية بواسطة الرياح.
وبعد يا "بعد حيي" .. فالقرار راجع لك أولا وأخيرا.. إما أن تساهم أو لا تساهم ..


عدد الزيارات : 5289 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق