> محليات

مدير مركز ابحاث في اسبانيا: الخلايا الجذعية لعلاج مرض السكري في الكويت


مدير مركز ابحاث في اسبانيا: الخلايا الجذعية لعلاج مرض السكري في الكويت


يتعاون مدير مركز أبحاث العلاج بالخلايا الجذعية في مدينة برشلونة الاسبانية البروفيسور ماهر العطاري مع جامعة الكويت لتطوير علاج لمرض السكري باستخدام خلايا جذعية في سبق علمي من شأنه تغيير مفهوم ذلك الداء ورده إلى غياهب النسيان.
واوضح البروفسور العطاري الحاصل على درجة الدكتوراه من جامعة (مينيسوتا) الامريكية وجامعة (برشلونة الدولية) في مقابلة اجرتها معه وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الخلايا الجذعية (دي بي بي سي اس) التي حصل على براءة اكتشافها في عام 2012 تستخرج من لب ضرس العقل ويتم تحويلها إلى أنواع من الانسجة مثل خلايا الكبد والشرايين وخلايا عصبية وعضلية وعظيمة لعلاج الامراض بأنواعها.
وأضاف ان براءة الاكتشاف تلك سجلت في الولايات المتحدة وفي أوروبا وستسجل قريبا في اليابان والصين.
وأكد ان تطوير الأبحاث ومواصلة العمل عليها من شأنه علاج طيف واسع من الامراض والأوبئة اذ يتم التركيز من بينها على علاج مرض السكري في دولة الكويت.
وبين أنه يتعاون بشكل مباشر مع جامعة الكويت و(معهد دسمان للسكري) بالكويت على تطوير أبحاث واختبارات دقيقة لعلاج ذلك المرض.
واستدرك بالقول ان تلك الابحاث تفضي في نهاية المطاف إلى زرع خلايا (بيتا) وهي نوع من أنواع خلايا البنكرياس المسؤولة عن انتاج الانسولين في جسد المريض لتقوم بإنتاج الانسولين بشكل طبيعي ما يغني المريض عن اللجوء إلى الحقن والادوية.
وذكر انه يشرف كذلك في برشلونة على استخراج الخلايا الجذعية (دي بي بي اس سي) من لب ضرس العقل (او ما يسمى بالضرس الثالث) دون خلعه من مرضى السكري من النوع الأول لدراستها وفحصها واختبار إمكانية تحويلها إلى خلايا (بيتا) مشيرا إلى ان الدراسات أثبتت تحولها بالفعل لخلايا (بيتا) الامر الذي يفتح أبواب الامل.
وقال البروفسور العطاري ان (معهد دسمان للسكري) يقوم أيضا بدارسة عينات خاصة بعلاج الاسنان باستخدام تلك الخلايا الجذعية والتأكد من النتائج المحققة في إسبانيا لافتا في هذا السياق إلى ان مركزه ببرشلونة سيستقبل العام المقبل باحثين زائرين من دولة الكويت للتدريب ومتابعة تلك التطورات.
وأشاد في سياق متصل باهتمام دولة الكويت وحرصها على تطوير الأبحاث العلمية ورعايتها لاسيما لمحاربة ذلك المرض الذي يرهق المجتمع الكويتي والخليجي بشكل عام.
وأوضح ان ذلك التعاون الوثيق يأتي في إطار الأبحاث العملية التي يجريها في مركز أبحاث العلاج بالخلايا الجذعية في (برشلونة) الذي أسسه بمبادرة شخصية في عام 2009 ضمن معطيات اقتصادية متواضعة وفريق شكله مع طالب واحد تحت مظلة تبرعات حكومية قبل ان يتطور مع مرور السنوات وبعد اكتشاف الخلايا الجذعية (دي بي بي اسي سي) ليصبح مركزا طبيا من الدرجة الأولى.
وذكر ان ما يقارب 20 باحثا ومختصا يعملون في المركز الذي تموله جامعة (برشلونة الدولية) والحكومة الاسبانية وحكومة إقليم (كتالونيا) والسوق الأوروبية المشتركة وعدة شركات خاصة.
وأوضح ان المركز يتعاون مع جامعات عدة حول العالم ويجري مشاريع سرية وأخرى علنية مشيرا في هذا السياق الى ان أهم ما تم التوصل إليه حتى اللحظة هو استخدام الطابعات لإنشاء عضلة متكاملة هي أول عضو بشري يتم صنعه عن طريق الخلايا الجذعية دون أي علاج جيني ما يعد سابقة في تاريخ الطب البشري.
وأضاف البروفسور العطاري انه سيتم الكشف عن ذلك المشروع الذي حظي باهتمام كبير من السوق الأوروبية المشتركة قريبا.
وقال ان المشروع يجرى بالتعاون مع أربع جامعات أوروبية في هولندا وبلجكيا وبريطانيا بالإضافة إلى إسبانيا فضلا عن عدة شركات عالمية شهيرة.
ونوه العطاري بأهمية ذلك الإنجاز كونه يعالج الامراض ويعيد انشاء الأعضاء دون إحداث أي تعديل وراثي أو إعادة برمجة للخلايا مشيرا إلى اختلافه عن الاكتشاف الكبير للياباني شينيا ياماناكا الحاصل على جائزة (نوبل) للطب في عام 2012 لإعادة برمجة الخلايا البالغة لتصبح خلايا جذعية (أي بي إس) وتحويلها إلى أنسجة تحل محل الانسجة التالفة.
وأوضح ان الباحث الياباني اعتمد في ذلك على حقن فيروس معين لتغيير الجينات فيحول تلك الخلايا إلى جذعية (وهي خلايا غير متخصصة تتميز بقدرتها على الانقسام لتجديد نفسها والانقسام لتكوين انواع مختلفة من الخلايا) غير انها أثبتت أنها خلايا تتسبب في مرض السرطان وان استخدامها في العيادات خطر جدا.
وفي سياق متصل قال البروفسور العطاري ان للخلايا (دي بي بي اس سي) تطبيقاتها في طب الاسنان موضحا انه يشرف على دراسات عدة توظف تلك الخلايا في إعادة انشاء خلايا الانسجة التي تشبك الاسنان بعظم الفك والتي يؤدي جفافها مع تقدم العمر والبكتريا إلى اهتراء الاسنان وسقوطها.
واضاف العطاري ان اكتشافه العلمي واجه في ضوء أبعاده المهمة وتأثيره على مستقبل الطب وصناعة الادوية والعقاقير تمنعا واسعا وتهميشا وانكارا وجدلا على مستوى عال جعل من المضي قدما أمرا عسيرا.
واردف قائلا ان "الإصرار والعمل الحثيث دفع الجامعات ومراكز البحث إلى الاعتراف بالاكتشاف واعتماده ونشر دراسات علمية متعلقة به لينتشر اليوم على مستوى عالمي".
وبين انه سارع لعرض ذلك الاكتشاف واهدائه لمسقط رأسه دولة الكويت التي ترعرع فيها لتستفيد منه في تطوير الأبحاث العملية مشيرا في هذا السياق إلى انه يعرضها أيضا لأي جامعة في دولة عربية أو إسلامية للاستفادة منها وتطوير أبحاثها المتخصصة دون مقابل مالي.
يذكر ان البروفيسور العطاري هو من أصل فلسطيني من مواليد دولة الكويت (1972) وحاصل على الجنسية الاسبانية وهو طبيب عام وطبيب اسنان أخصائي في جراحة الفكين حاصل على ثلاث درجات ماجستير ودرجة دكتوراه في الطب وطب الاسنان وله أربع براءات اكتشاف.
ويعمل البروفيسور العطاري مدرسا في جامعة (برشلونة الدولية) وهو أستاذ زائر في عدة جامعات إسبانية وأوروبية منها بلجيكا وبريطانيا وله عدد كبير من المقالات والأبحاث المنشورة في مجلات علمية محكمة. 

عدد الزيارات : 1671 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق