> مقالات

د.اميره الحسن تكتب : "عندما تتطلب حماية حريتك التجسس عليك!"

كتب : د.اميره الحسن |
د.اميره الحسن تكتب :


في التربية الاسلامية حفظنا منذ طفولتنا الآيات القرآنية (ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) سورة الزلزلة:7-8، وتساءلنا عن مغزى ومعنى كلمة ذرة الواردة فيها، فما هو حجم الذرة وكيف سنراها وكيف سيراها الله سبحانه وتعالى ويحسبها، ووقتها كانت هذه الآية أكبر من إدراك عقولنا الصغيرة، فكيف سيسترجع الله سبحانه وتعالى أعمالنا في يوم القيامة؟ بل إن الآية الأخرى التي نزلت على لسان لقمان الحكيم (يا بني إنها إن تك حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير) سورة لقمان الآية (16) تمثلت إعجازا آخر، فما هو الفعل الذي بحجم الخردلة وكيف سيأتي به الله سبحانه وتعالى ويحاسبنا؟؟!

ومع تقدم العلم الحديث وبعد أن طبقنا كل من التواصل بواسطة الشبكة العنكبوتية الانترنت، وبالاستعانة بمحرك البحث (قوقل) في البحث عن المعلومات أصبح المعنى أكثر قربا لأذهاننا من حيث امكانية توجيه سؤال من نوع ما والبحث عن اجابة له في الانترنت، بل صرنا نصل لآلاف الاجابات المقترحة لسؤالنا على هيئة كلمات وصور وأشكال توضيحية وأفلام فيديو، الخ. فيا له من علم واسع مكننا من التواصل مع شعوب العالم أو أهلنا مهما ابتعدوا عنا بالمسافة الفعلية ومهما اختلفت الأزمان، وفي مرحلة لاحقة فوجئنا بكارثة ما يعرف ب911 أو الهجوم على برجي التجارة العالمي.. وبعدها بتنا نسمع بشيء جديد وهو تشريع أمريكا لقانون يمكن الدولة من التجسس على أي فرد من الأفراد عندما تستشعر توجها عدائيا منه بالكلمة أو بالفعل. فما هي هذه الأدوات؟ أصبح الانترنت هو الأداة الرئيسية المعنية بالتجسس، وبه يمكن أن يتم تحديد مصادر ومنشأ أي نوع من التهديد، ومع تطور علم النانوتكنولوجي وازدياد أجهزة الاتصال تعقيدا، تمكنت شركة أبل مكنتوش من تطوير نظام البصمة في الهواتف المتنقلة الذكية، مما زاد من خوف وتوجس الشخصيات الكبرى في العالم، فأصبحنا نقابل مدراء بنوك يستخدمون موبايلات نوكيا القديمة بدلا من موبايلات أبل وذلك لعدم رغبتهم بتحديد مكان تواجدهم وفق نظام آلية تتبع موقع المرسل!

والآن وقد دخلنا مرحلة جديدة بعد أن اسقطت داعش طائرة سياح روسية اقلعت من مطار شرم الشيخ  برحلة عودة، فبلغت مبلغها العدائي أعلى الدرجات، وبعد أن فجر انتحاري نفسه في مسجد صادق في منطقة الصوابر في دولة الكويت. وطالتنا التحريضات التويترية دون استثناء، مما جعل حماية "حياتك وحريتك" رهنا بالتجسس على تحركاتك بصورة واقعية يجب أن تعايشه للأسف، فهل بامكانك تخيل وتقبل ذلك؟


عدد الزيارات : 2538 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق