> محليات

الكويت وروسيا وحرص مشترك للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية


الكويت وروسيا وحرص مشترك للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية


أظهرت زيارة سمو أمير البلاد أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التي اختتمها اليوم إلى روسيا حرصا ومساعي حثيثة من البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية.
 
وعقد سمو أمير البلاد التاريخية في الزيارة الأولى التي يقوم بها سموه إلى روسيا منذ تولي مقاليد حكم البلاد مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي دارت في جو ودي عكس روح التفاهم والصداقة التي تتميز بها العلاقات الطيبة بين البلدين.
 
وتركزت مباحثات سمو أمير البلاد مع رئيس روسيا على السبل الكفيلة بتعزيز التعاون القائم بين البلدين في مسعى للارتقاء بالعلاقات التي تأسست قبل أكثر من 50 عاما وجعلت الكويت أول دولة خليجية تقيم علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي آنذاك.
 
وتناولت المباحثات التي عكست عمق الصداقة وحجم المصالح المشتركة بين دولة الكويت وروسيا أيضا سبل تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين وتنميتها في المجالات كافة إضافة إلى آخر المستجدات على المستويين الإقليمي والدولي وخاصة ما يتعلق منها بالتطورات الأخيرة بالشرق الأوسط والجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب والقضاء عليه.
 
ووصف النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح المباحثات الكويتية الروسية بأنها كانت ايجابية وصريحة.
 
وقال الشيخ صباح الخالد في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "لقد سادت الأجواء الايجابية والصريحة مباحثات قادة بلدينا".
 
وأكد حرص البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى مستوى الشركة الإستراتيجية بين البلدين الصديقين من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
 
وأوضح الشيخ صباح الخالد ان المباحثات تناولت القضايا الإقليمية وتطوراتها وتداعياتها على المنطقة والعالم مضيفا "أننا ننظر بتقدير بالغ للدور الكبير والهام الذي تضطلع به روسيا الاتحادية حيال قضايا السلم والأمن الدوليين والذي يجسد مسؤوليتها التاريخية حيال تلك القضايا".
 
وثمن أهمية الدور الذي تلعبه روسيا في مكافحة الإرهاب قائلا إن "الجهود التي يبذلها الأصدقاء في روسيا الاتحادية في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه تأتي في مقدمة ذلك الدور التاريخي الذي يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي والتفاعل معه".
 
وشدد الشيخ صباح الخالد على أن ظاهرة الإرهاب البغيضة تمثل تحديا للجميع وتستهدف امن واستقرار وأجيال الجميع.
 
وأبرز أهمية زيارة سمو أمير البلاد إلى روسيا "التي تتضاعف من خلال تبادل وجهات النظر وتعزيز الفهم المشترك للوصول إلى حل سياسي للصراع الدائر في سوريا وهو الحل الذي يسعى إليه الجانبان ويمثل لنا أولوية على ما عداه لنضع حدا لمعاناة الشعب السوري الشقيق ونسهم في تحقيق مطالبه المشروعة".
 
وقال إن الزيارة شكلت فرصة سانحة لقادتي البلدين لاستعراض مسيرة العلاقات التاريخية الراسخة منذ ما يزيد عن النصف قرن معيدا إلى الأذهان أن دولة الكويت كانت أول دولة خليجية تقيم علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي آنذاك.
 
وذكر الشيخ صباح الخالد أن علاقات الصداقة بين البلدين امتدت لسنوات طويلة تعاملا خلالها بفهم مشترك مع العديد من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي وبادراك عميق لأبعاد تلك القضايا.
 
واستذكر الشيخ صباح الخالد بالتقدير الموقف المشرف لروسيا عندما ساندت الحق الكويتي إبان الغزو الذي تعرضت له ودعمها لقرارات الشرعية الدولية بشأنه.
 
وأكد ان الكويت مهتمة بتطوير علاقاتها مع روسيا على اكثر من صعيد مضيفا ان الكويت ستعمل على معالجة الازمات الاقليمية والتصدي للارهاب في الاطر الجماعية المتمثلة بمجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والامم المتحدة وغيرها من الاطارات.
 
واكد دعم دولة الكويت للجهود الرامية لايجاد حل سلمي للنزاع في سوريا مشيرا الى الدمار الكبير "الذي طال البشر والحجر".
 
من جهته اشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعلاقات بلاده مع الكويت قائلا انها "تستند الى الصداقة والثقة والاحترام المتبادل" مؤكدا على وجود آفاق واسعة وقاعدة متينة لتطوير هذه العلاقات.
 
واستعرض لافروف التطور التاريخي لمسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين والتي تعود جذورها العميقة لمطلع القرن العشرين متوقفا عند المحطات الاساسية لمسيرة الروابط الثنائية.
 
واشار الى "تطابق الآراء والمواقف بين روسيا والكويت حيال اغلب القضايا الاقليمية التي تناولها البحث" لافتا الى ان المباحثات تناولت الاوضاع في العراق وسوريا واليمن وكذلك جمود العملية السلمية في الشرق الاوسط.
 
واشاد لافروف بنتائج مباحثات القمة الروسية الكويتية قائلا انه "كان مهما بالنسبة لنا ان نستمع الى تقييمات الوضع الاقليمي من قبل رجل دولة وسياسي متنفذ ممثلا بسمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح".
 
واشاد لافروف بالدور الكبير لدولة الكويت والجهود الشخصية لسمو امير البلاد في حشد المجتمع الدولي لتخفيف معاناة اللاجئين السوريين.
 
واشار الى ان العلاقات بين البلدين تتطور في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والانسانية مستذكرا تنظيم اسبوع الأفلام الروسية في الكويت في مايو الماضي وكذلك الاعداد لتنظيم حفل فني خلال الشهر الجاري.
 
وردا على سؤال لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اوضح لافروف ان الارهاب الدولي لا يهدد سوريا والعراق فحسب بل الدول الاخرى "بما في ذلك الكويت" مشددا على ضرورة عدم السماح للإرهابيين بالاستيلاء على السلطة في اي بلد كان.
 
وجدد لافروف تأكيد ضرورة اطلاق العملية السياسية في سوريا من اجل وضع حد للنزاع وسفك الدماء هناك مضيفا ان التحضير يجري لعقد مؤتمر دولي موسع في فيينا خلال الاسبوع المقبل من اجل الاتفاق على الخطوات التي يتوجب عملها لاطلاق العملية السلمية.
 
وشدد لافروف على ضرورة اعداد قائمتين لضمان نجاح الجهود الدولية في هذا الاطار تتعلق الاولى بضرورة تحديد ماهية المنظمات الارهابية والثانية قائمة بالمعارضة البناءة المرشحة للانخراط في تفاوض سياسي مع الحكومة السورية.
 
ودعا لافروف مجددا الى ضرورة معالجة النزاعات في الدول المعنية من قبل شعوبها وبمساعدة المجتمع الدولي ولكن بشرط مراعاة الخصائص الوطنية لكل شعب ودولة.
 
وتوجت زيارة سمو أمير البلاد بتوقيع ست اتفاقيات ومذكرات تفاهم ثنائية بين دولة الكويت وروسيا في عدد من المجالات بينها العسكرية والنفطية والاستثمارية والنقل والتعاون الثقافي.
 
وشملت الاتفاقيات واحدة بشأن الإعفاء من تأشيرة الدخول لحملة جوازات السفر الدبلوماسية والخدمة والخاصة وأخرى مذكرة تفاهم بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت ووزارة الثقافة بروسيا للتعاون في مجال الثقافة والفنون.
 
كما تضمنت مذكرة للتعاون في مجال النقل بين وزارة المواصلات بالكويت ووزارة النقل بروسيا ومحضرا للنوايا بين وزارة الدفاع في بالكويت والشركة الحكومية المساهمة المفتوحة (روس أوبورون أكسبورت) المعنية بالمنتجات ذات الطابع العسكري في روسيا ومذكرة تفاهم بين مؤسسة البترول الكويتية وشركة (بي جي اس سي غازبروم) بشأن التعاون في مجال النفط والغاز.
 
ووقع الجانبان أيضا مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للاستثمار بالكويت والصندوق الروسي للاستثمار المباشر بشأن برنامج الاستثمار المشترك.
 
وغادر سمو أمير البلاد والوفد الرسمي المرافق لسموه في وقت لاحق مطار سوتشي الدولي بعد زيارة أجرى سموه خلالها مباحثات رسمية مع رئيس روسيا الذي أهدى سموه نسخة من صحيفة برافدا الروسية بتاريخ 13 آذار مارس 1962 ميلادية والمتخصصة لانشاء العلاقات الدبلوماسية ما بين اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية ودولة الكويت.

عدد الزيارات : 1281 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق