> مقالات

خليل العريان يكتب : "التيارات السياسية .. والأوقاف .."

كتب : خليل العريان |
خليل العريان يكتب :


من الطبيعي أن نشعر بالقلق فالأوضاع الإقليمية اليوم تختلف عن الماضي فتفجير هنا وقنبلة هناك .. كان دور وزير الأوقاف سابقاً محدود الى نوع ما في متابعة بناء المساجد وتوزيع الائمة والمؤذنين عليها وبعض الأنشطة الوزارية الأخرى، ولكن اليوم الأوضاع تغيرت فلقد شاهدنا كيف تم  إستغلال الشباب الكويتي والخليجي في غرس مفاهيم إرهابية خطيرة وتحويلهم إلى قنابل وأحزمة ناسفة من خلال بوابة الدين مما يجعلنا نشعر ازاء ذلك بالقلق .. فاليوم وزارة الأوقاف أصبحت من الوزارات الحسّاسة ولا تقل أهمية عن وزارة الداخلية أو الدفاع، ويجب أن تستمر الحكومة بذات النهج الذي بدأته منذ تكليف الشيخ محمد الخالد بتلك الوزارة بالوكالة ومن ثم السيد يعقوب الصانع وإبعاد التيارات الدينية عن حقيبتها .. فلقد كانت وزارة الاوقاف حكراً على بعض التيارات الدينية لسنوات طويلة وكان الوزير يفرش السجادة الحمراء لتياره الديني وأفكارهم ونهجهم ليفرضوا سيطرتهم على المنابر والمساجد وفكر الشباب .. ولقد شاهدنا ولامسنا كيف إستطاعت الحكومة وخلال فترة بسيطة بواسطة وزيرها الشاب يعقوب الصانع تحقيق الإنجازات وتغير النهج المعمول به لسنوات طويلة من خلال إصدار العديد من القرارات منها على سبيل المثال قرار الائمة المعينيين الذي أنصف هذه الفئة وساعد بزيادة أعدادهم وتعديل لجنة إعداد الخطبة، وتعديل لجنة إختبار وإختيار الائمة والمؤذنين وتكويتها بالكامل لأول مرة وذلك غيض من فيض ... ولقد شاهدنا وعايشنا كيف إستطاع الوزير الصانع التعامل مع حادث تفجير مسجد الإمام الصادق وساهم بإعادة مكانة المسجد في تأصيل الوحدة الوطنية عندما إستقبل المعزين من أهالي الشهداء في مسجد الدولة الكبير ليسطر بذلك ملحمة وطنية سوف تتذكرها الأجيال، بالإضافة لإرساء هيبة القانون من خلال المسائلة التاديبية للائمة والخطباء الذين يتجاوزون القانون ويخرجون عن ميثاق المسجد ..
وكم أتمني من سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر والحديث يدار هذه الأيام عن تدوير وزاري قادم إبعاد تلك الوزارة المهمة والحساسة عن التيارات الدينية وأن يكون أي وزير قادم لتلك الوزارة بذات النهج الذي سار عليه الوزير الصانع خلال الفترة الماضية وأتمنى أن لا نعود للمربع الاول ونتجرع من ذات الكأس المر مرة أخرى فالشباب الكويتي أمانه وهم بحاجة الي التوجية والبعد عن التطرف والطائفية والغلو .. فالكويت للجميع باختلاف إنتماءاتهم الدينية والطائفية .. وتبقى الكويت تجمعنا ..

عدد الزيارات : 8391 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق