> مقالات

الإنقراض العربي الكبير ... و كرت الممانعة الأخير

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
الإنقراض العربي الكبير ... و كرت الممانعة الأخير

لم تعد فلسطين هي الهم العربي الوحيد ، و أخص هنا المخلصين من العرب فقط ، و لم تعد الجهود العربية مقتصرة على استرجاع أولى القبلتين ، ذاك حلمٌ أصبح التفكير به ضرباً من الخيال ، بل أصبحنا اليوم نتمنى استرجاع دولنا التي سلكت مسلك فلسطين بسبب المؤامرات الصهيونية و التخاذل العربي ، فهذه فتتها الطائفية و تلك دمرها ربيع الصهاينة العربي و أخرى قسمتها ذرائع صهيونية لا وجود لها في الواقع ، كل هذا حصل باسم الإسلام و العروبة ، يا لها من خيبة أمل كبيرة ، أين هي تونس و ماذا حل بليبيا و ما الذي يجري في مصر ؟ لماذا يقسّم السودان و لماذا انتفضت أميركا لتوقف ما أسمته بحرب الإبادة و هل كان لهذه الحرب وجود في السودان أصلاً ؟ هل تذكرون تلك الدولة التي تُسمى الصومال و هل لديكم فكرة عن تاريخ أرتيريا ؟ و ماذا عن جزر القمر و ما هو وزنها السياسي ؟
شعوبٌ قُتلت فيها العروبة و أصبحت مجهولة الهوية . ما الهدف من ذهاب العرب للمغرب العربي و لماذا أصبح السفر لهذه الدولة فقط لهذا الشيء ؟
       دولٌ مسلمة و عربية انقرضت بفعل فاعل وذلك خدمةً لإسرائيل التي تسعى لتشتيت اهتمامات العرب والمسلمين بقضية فلسطين وهذا ما حققته بالفعل مؤخرا . 
و ما تبقى للعرب من دول ذات وزن ثقيل دمرتها الحروب الإرهابية بمؤامرات صهيونية كانت الطائفية هي الورقة الرابحة بها ، هذا هو العراق العظيم لم يبقَ من تاريخه شئ ، و هذه سوريا العربية لا يعرف مواطنيها من الارهابيين المتكالبين عليها ، ولا أعرف لماذا لم يتساءل أحد من العرب عن استماتة أميركا و الغرب على اسقاط سوريا و نظامها مع عدم وجود بديل للنظام السوري الممانع إلا تنظيمات ارهابية مدعومة من قبل الدولة الصهيونية ؟
هل أصبحت عادة العرب التخلي عن بعضهم البعض ؟ هل أصبح فخرهم بتدمير أنفسهم ؟ ألا يعني سقوط سوريا تمدد اسرائيل ؟ لماذا لا يتم دعم آخر كرت عربي مقاوم و ممانع من قبل العرب ؟
ندعم و ندفع المليارات لعدونا ليدمرنا بها و لا ندعم دولاً عربيةً صمدت بوجه المؤامرات الصهيونية التي استهدفت الوطن العربي كله ، أي غفلة نعيش و إلى أين سنصل بعد سقوط سوريا ؟
ها هي أجراس الحرب العالمية الثالثة تُقرع و ليس للعرب فيها أي موقف إلا أنهم سيكونون تبع لإحدى الدول الكبرى ، فلا رأي لهم و لا وزن ولا دور غير دفع الأموال ، و إن كانوا اليوم يدفعون الأموال برغبتهم فسوف تؤخذ منهم غداً رغماً عن أنوفهم لأنهم لم يكوّنوا لأنفسهم قوة يصدوا بها عدوهم ، مع علمهم بأن من يتظاهر بأنه صديقٌ حميمٌ لهم ليس إلا عدوٌ متربصٌ ينتظر أقرب فرصة للانقضاض عليهم
والله ولي التوفيق

عدد الزيارات : 3255 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق