> مقالات

من جميل ذكريات كويت العز

كتب : د.اميره الحسن |
من جميل ذكريات كويت العز

الواحد لما يشوف فلسفة الجيل الجديد واشلون يتعاملون بأ Attitude  .. خليط من التعالي وانعدام النضج بطريقة مميزه يستغرب من "هيك" سلوكيات.. فهم والحمد لله **عاله على أولياء أمورهم من حيث المأكل والمشرب والملبس والآيباد والموبايل والسفر وتلقيم التعليم لقمة لقمة من خلال المدرسين الخصوصيين ماركة خمس نجوم، وكل شيء.. كل شيء تقريبا.. ويتصرفون كأبناء الغربيين بلبسهم المخربط عديم الذوق أحياناً، وكأبناء الأمير الوليد بن طلال من حيث التنعم بخيرات مجمع أفنيوز والحمرا.. ومع ذلك ينظرون لجيل آبائهم بنظرة دونية! يعني باختصار طرار وشايف عمره!
على أن جيل الآباء لم يكن محروما تماما، ولكنه الجيل الواقع ما بين حقبة ما بعد النفط المغلفة بتراث الماضي وحقبة التحول من تلفون الخط الأرضي والبيجر وبعدها الانتقال إلى الهواتف ضخمة الأحجام التي كان من آخرها هاتف الكاتل، حتى وصلوا إلى هواتف جيل النانوتكنولوجي الضعيفة جدا وصغيرة المساحة ولكنها تسخّن الأذن وعضلات اليد والساعد وتؤذي العمود الفقري.. هواتف ليست بهواتف ولكنها بالواقع كاميرات عالية البكسل تمكن من التقاط أنقى الصور وهي أدوات كمبيوتر وانترنت أكثر منها تلفون بمعناه الحرفي للمكالمة!!
عاش الجيل "الوسطاني" جمال متابعة أخبار رقصات وقفزات مايكل جاكسون وشيريهان ونيللي، ورؤية السادات والقذافي وياسر عرفات في التلفاز، واستمتعوا بقراءة الجرائد اليومية الورقية (القبس والأنباء والرأي العام والوطن والسياسة) ومجلات (اليقظة والنهضة والهدف ومرآة الأمة والعربي) وكاريكاتير حنظلة بعد الغداء قبل أن تصبح معظمها صحافة صفراء أو اعلانات مبوبة عن الكنافة ودكاترة تبييض الأسنان وابتسامة هوليوود! عاشوا يوما بيوم مأساة اختطاف طائرة الجابرية وقذف أحد الركاب للخارج وتفجيرات المقاهي الشعبية وسقوط الشهداء وبقعة النفط لأول مرة في الخليج العربي التي أعقبها بقعاً على مدى الأعوام أدت لاختفاء الكائنات الشاطئية شيئا فشيئا. عاشوا فترة الصحة والضحك من قلب التي هزها هجوم الجيش العراقي.
عاشوا رعب ظهور مرض الايدز! عاشوا متعة قيادة السيارة داخل سوق المباركية وعلى شارع البلاجات وشارع البدع(سابقا) بدون خوف من بعبع الكاميرات ذات الفلاشات القوية! وتلذذوا بطعم همبرقر هنقري بني الطيب والصعود إلى المطعم الدوار في برج الكويت. عاشوا روعة الذهاب للمطار دون هاجس منع السفر أو خلع الحذاء، والحصول على فيزا على جواز السفر فور الوصول إلى مطار هيثرو أو روما وختم (اقامة ثلاثة أشهر بدون عمل) التي أصبحت ضربا من المستحيل الآن مالم يصوروا عينيك ويأخذوا بصمات الكف!
الآن جيل *كريشان* يفتش عن أكل في انستقرام: كيكة كتكات وآيس كريم سيبال وسبل الريجيم!.... لابد لنا من وقفة حداد على سقوط المبادئ، فالبطنة تذهب الفطنه!
د. أميره الحسن

عدد الزيارات : 2247 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق