> مقالات

ذكرياااات لا تُمحى

كتب : غادة الرفاتي |
ذكرياااات لا تُمحى

ذكرياااات لا تُمحى

بقلم الاعلامية غادة الرفاتي 
شيكاغو – الولايات المتحدة الامريكية

حياة الانسان عبارة عن مجموعة ذكريات ان أقفل بابها فتحه الشبّاك ... منها ما يسعدنا ويملأ القلب بهجة وسرورا ومنها ذكريات اليمة حزينة نتمنى ان يمحيها النسيان من ذاكرتنا .. وكلما جلست مع نفسي تجرفني الذكريات الي بحرها العميق وكأنها موجه كبيرة عاتية تقذفني الى داخل البحر لاسبح مع ذكريات الماضي الجميل في الكويت والى أيام العائلة ,عندما كان لنا هناك بمدينة السالمية بيت جميل يجمعنا وسيارة زرقاء بلون السماء , كان لنا مشوار بالسيارة عصر كل يوم نبدأ به من شارع البلاجات لنشتري كوكتيل من ملك العصير وننتهي الى ابراج الكويت ومن ثم نعود للبيت  , وأجمل ما في هذا المشوار أننا نستمع الى أحدث الاغاني في ذلك الوقت وكان للصوت الجريح النصيب الاكبر. 
و عند انتقالنا للعيش في امريكا حملت أسرتي في حقائب سفرها فيديوهات مسلسل درب الزلق الذي اضحكنا كثيرا وما زال يضحكنا كلما شاهدناه فهذا المسلسل عكس الروح الكويتية خفيفة الظل. وطبعا لم ننسى كاسيتات عبدالكريم عبدالقادر ,نبيل شعيل وعبدالله الرويشد ...كنا دائما نستمع لاغانيهم في الصباح وفي المساء, ولكن بالنسبة لي أغاني بوخالد غير , يفزّ قلبي ويرتجف جسدي حنينا الى مسقط رأسي الكويت كلما سمعت اغانيه فكان صوته يسري في عروقي كدفيء الشمس في الشتاء البارد وكنسمة الهواء الباردة في صيف حار فيحملني صوته العذب والحنون على بساط الريح من مدينة شيكاغو الى الكويت امشي بشوارعها وأطير بسمائها وأجلس على رمل شواطئها فأردد اغانيه
 
قول قول خل تطير الدنيا فيني
قول قول خل ليالي الشوق تجيني
يالّلي كلمة وحده منك
ترسم الدنيا بعيوني
غريب غريب

نعم يا كويت كم رددت كثيرا غريب , غريب غريب  كم شعرت بالغربة والحنين والشوق كلما حملتني الذكريات الى دارك، يا كويت يا فنر هالبيت،  بعدك انتهى العالم وجزء كبير في قلبي امتلأ حزنا وألماً عندما غزاك جارك، أدركت حينها ما معنى أن الدنيا غدارة، وانطفأت شعمة الفرح التي كان تنوّر بيتنا الصغير في السالمية فلم يعد له وجود أوعنوان فقط مجرد ذكريات حفرت بقلوب أفراد عائلتي خاصة أبي وأمي رحمهما الله فكنتي يا كويت وطنهم الغالي وذكرياتهم الجميلة .
 كان لا يحلو الحديث والسهر ليلا إلا بذكرك، وكم طربنا وسهرنا على أغاني المطربين في ليالي شيكاغو الطويلة الباردة فتغني أمي والابتسامة تملأ وجهها الجميل أغاني بلبل الخليج ..
انا ما نساكي لو تنسى وطوّل عليّ بعدك عساك يا كويت بخير فيرُدّ عليها أخي يا حيّ الله ابو الوجه الصبوحي ابو الوجه الصبوحي يا حيالله , يا حي الله ابو القلب النصوحي ابو القلب النصوحي 
فأقاطعه ب لا تلومونه مفارق أحبابه يبان بعيونه شوقه وعذابه ثم يقاطعني اخي الاكبر ضاحكا غامزا فيغني اجر الصوت من جرح براني انا والصمت أكبر من زماني ومنين أبتدي يا جرح الندي... فنبتدي وننتهي جميعنا بي 
يا كويت عزك عزنا يا كويت .. يا أحلا اسم بقلوبنا يا كويت 
وينتهي ليلنا بفرح وابتسامة وسعادة  وضحكات فقط لاننا تذكرنا أجمل أيام حياتنا عندما كنا في الكويت 
****************
باقات ورد اهديها أنا وعائلتي الى 
عبدالكريم عبدالقادر 
عبدالله الرويشد
نبيل شعيل
عبداللطيف البناي 
بدر بورسلي 
لنقول لهم كم أسعدتم قلوبنا ونحن بعيدين عن الكويت وكانت اغانيكم وكلماتها البلسم لجروح الغربة والشوق والحنين والعودة الى الماضي الجميل 
ودمتم جميعا سالمين وبحفظ الرحمن الرحيم 
وكل عام وأمة العرب والمسلمين والعالم أجمعين بالف خير 
وعام جديد سعيد ..

مزيد من الصور





عدد الزيارات : 11550 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق