> مقالات

في ذكرى رحيل "حبيب الشعب "

كتب : خليل العريان |
في ذكرى رحيل

اليوم وبعد مرور 38 عاما علي رحيل ذلك الانسان أجد قلمي يترجم للقراء إشارات يبعثها عقلي ليشاركهم ذكريات العهد الجميل ..
كان صيف الكويت كما نعرف شديد الحرارة والشباب في ذلك العهد لديهم اما شاطئ البحر أو رياضة كرة القدم، وكانت الساحة الترابية التي يلعب فيها إخواني والقريبة من منزلنا تقع مكان مسجد الدولة الحالي، وإعتاد الناس من مختلف الاعمار الوقوف على الرصيف للتلويح لموكب المغفور له الشيخ صباح السالم الصباح أمير الكويت وهو في طريقه لقصر السيف، وكان أخي يمسك يدي وأقف معه على الرصيف بإنتظار مرور الموكب والذي كانت تسبقه مجموعه من الدراجات النارية .. وبعدها سيارة صاحب السمو الكاديلاك السوداء ثم سيارات الحرس الاميري .. وبعد مرور الدراجات النارية بدأ الجميع بالتصفيق لأنطلق لمنتصف الشارع وأقف أمام سيارة المغفور  له والتي وقفت قبل أن تصدمني ولن أنسى ذلك المشهد طوال هذه السنوات واتذكره كلما مررت أمام قصر السيف ذلك المشهد، وبعد دخول الموكب الي قصر السيف جاء أحد الحرس منادياً .. قال لأخي "الشيخ يبي يشوفكم " ودخلنا القصر واستقبلنا المغفور له حبيب الشعب في مكتبه المتواضع وطلب من أخي الانتباه في المرات القادمه وقبل أن يفتح الخزانة البنية التي خلف مكتبه المتواضع قال لي رحمه الله " لا تعبر الشارع وانتبه للسيارات " ..
وتمضي الأيام سريعاً ليأخذني والدي رحمه الله معه لتشيع جنازة " حبيب الشعب " وكنت بانتظار مرور الموكب الذي يحمل الجنازة لترتفع أصوات النساء بالبكاء والصراخ والعويل في مشهد لا أنساه .. يوم بكت فيه الكويت على رحيل حبيبها .. لأقف بعد ذلك أمام المدرسة في طابور الصباح مردداً كلمة المغفور له التي تناقلتها الأجيال .. " انا وشعبي كلبونا جماعه الدين واحد والهدف أخدم الشعب لو ضاق صدر الشعب ما أستر ساعه اضيق من ضيقه واستر لو حب " ..
كانت الكويت في ذلك العهد أسرة صغيرة تجمعهم أواصر المحبة والصداقة كان الجميع
اخوة لا يوجد فرق بين تاجر ومواطن وشيخ وسياسي، كان الدخول لقصر السيف أسهل من الدخول لمكتب مدير إدارة في أي وزارة اليوم .. وفي تلك الذكرى ونحن نودع عام ونستقبل آخر أتمنى من الكثيرين أن يودعوا التعصب والكراهية وحب النفس والانانية والحقد والحسد، فالكويت كانت وستبقى وطن الجميع، فكلنا اخوة نعيش في وطن النهار .. وكل عام والوطن وحكامه وشعبه بألف خير ..

عدد الزيارات : 2205 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق