> مقالات

ضرر محلي و فائدة عالمية و حكومتنا العنصرية

كتب : عبدالعزيز بومجداد |
ضرر محلي و فائدة عالمية و حكومتنا العنصرية

في كل دول العالم تسعى الحكومات لزيادة الرفاه على مواطنيها بزيادة دخولهم و تخفيض أسعار السلع الإستهلاكية ، فهي تدرك جشاعة التاجر بطبيعته ، خاصة ذاك التاجر العظامي الذي ولد من أسرة تجار،  أما التاجر العصامي الذي بدأ من الصفر و خرج من رحم حياة البسطاء غالباً ما يتعاطف مع أبناء جلدته الذين كان يشاركهم المستوى المعيشي البسيط .
          إن حكومتنا "العنصرية" لا تلتفت في الغالب إلّا لمصلحة التجار و تبحث عن رضاهم ، فكل القرارات التي أُتخذت للحفاظ على أموال الدولة أنصبّت نحو "جيب" المواطن ذات الدخل المحدود .. دون أن تفكر مجرد التفكير بوضع التجار في دائرة القرارات العلاجية للمشكلة ، كفرض ضرائب على التجار مثلا أو أن تطالبهم بالمساهمة في إعانة الدولة في أزمتها الإقتصادية الصعبة التي تمر بها نتيجة انخفاض سعر البترول ،  للأسف لجأت الدولة لإجراءات تهديدية تخبّطية تهدد حال المواطن البسيط ، وذلك لتدارك الأزمة المالية ، فنجدها تارة تهدد برفع الدعم عن التموين و تارة تهدد بالبديل الاستراتيجي والذي يسعى للحد من رواتب موظفي الدولة البسطاء دون المساس بالمزايا المالية للقياديين و أصحاب النفوذ و تارة التهديد برفع الدعم عن الكهرباء ، وتارة تهدد بمنع الابتعاث للعلاج في الخارج على الرغم من أن الحكومة على يقين  أن مستشفياتها لا تصلح إلا لأن تكون حضائر لتربية المواشي ، والمصيبة الكبرى تهديدها للمواطنين برفع الدعم عن الوقود ( البنزين ) في حين أننا نعيش في دولة تُعتبر من أغنى دول العالم بانتاجها للبترول ، وهذا التهديد طبعا لا يشمل القياديين وأصحاب النفوذ الذين يقتنون سيارات خُصصت لهم من حساب المال العام . هذا بالإضافة إلى التصريحات التافهة لبعض قياديي الدولة مثل "زمن الرفاه انتهى" و "المواطن سيتنازل عن نصف راتبه" و "المواطن يشرب قهوته من (ماي الحكومة)" .
          وقد تجاهلت الحكومة تبعات تلك الإجراءات التعسّفية على حالة المواطن الاقتصادية والنفسية والمعنوية ولم يعنيها الضرر المادي و الأدبي الذي سيقع على المواطن البسيط جرّاء تلك الإجراءات ، وفي المقابل أيضا لم تكترث الحكومة لنار الأسعار التي شبّت في السلع والعقارات ، ولم تبذل الحكومة أقل جهد للحد من ازدياد الأسعار المستمر . وكذلك لا نرى اهتمام جاد في تقديم خدمات صحية وطبية وتربوية عالية الجودة و لا نرى أيضاً أي اهتمام بالسياحة .
ومع كل تلك المعاناة التي يعانيها المواطن ، تتملكنا الدهشة حينما نرى أن الحكومة تقوم  بإرسال المليارات لدول أخرى بغرض دعمها و تحقيق الرفاه لشعوبها ،  و الأسئلة التى يستدعيها العقل الواعي تطرح نفسها هنا :
لماذا تسعى الحكومة لكسب ود شعوب العالم و لا تلتفت لمصلحة شعبها ؟
هل هذا سعي لتمييز الطبقة الارستقراطية "طبقة النبلاء" على طبقة البروليتاريا "طبقة العاملين" كما كان يحدث في زمن الإقطاعيات ؟
هل هو إذلال للشعب الكويتي الذي جبل على الكرامة و العيش الرغيد ؟
ثم أين هو ذاك الصنم المسمى "مجلس الأمة" وإلى ماذا سينتهي بنا الأمر مع هذا التخطيط الفاشل للبلد ؟
والله ولي التوفيق

عدد الزيارات : 2004 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق