> دولي

تقرير: داعش يتعرض إلى ضربات مؤلمة وخسائر فادحة


تقرير: داعش يتعرض إلى ضربات مؤلمة وخسائر فادحة


بقضائه على قياديين من داعش في سوريا والعراق، وجه الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن ضربةً موجعةً الى نواة مؤلفة من قياديين متمرسين يشكلون أداة قيمة يرتكز عليها في إدارة المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.

وأعلن الجيش الاميركي مقتل عشرة من قياديين كبار في التنظيم في ديسمبر وحده في غارات نفذها الائتلاف الدولي في سوريا والعراق.

ويرى محللون أن القضاء على هؤلاء وغيرهم يشكل استهدافاً لقياديين مسؤولين على المستوى التنفيذي في التنظيم، ويعد خسارة مهمة.

ويقول الخبير في شؤون التطرف في جامعة تولوز الفرنسية ماتيو غيدير:"يشكل مقتل هؤلاء، نتيجة دورهم العملاني وخبرتهم، عنصراً بشرياً لا يقدر بثمن وبالتالي خسارة كبيرة للتنظيم".

ويُشير إلى أن الولايات المتحدة، عبر القضاء عليهم استهدفت "كوادر تقنيين ومسؤولين تنفيذيين لم يكونوا يتخذون القرارات، لكنهم كانوا يشرفون على تنفيذها، وفي غيابهم، لا يمكن تحقيق شيء على الارض".

ومن القياديين الذين أعلن البنتاغون مقتلهم خليل أحمد علي الويس المعروف أيضا بأبو وضاح، والي كركوك، ومساعده ميثاق نجم، ويونس كلاش المعروف أيضا باسم أبو جودت، المسؤول المالي لتنظيم داعش في الموصل الذي قتل في 9 ديسمبر.

وقال المتحدث باسم الائتلاف الدولي الكولونيل الاميركي ستيف وارن إن مقتل الأخير "مشكلة كبيرة لقيادة التنظيم، التي يجب ان تبحث عن شخص يمكن الوثوق به ويتمتع في الوقت نفسه بالقدرات التقنية لخلافته".

ويُشير الباحث العراقي هشام الهاشمي المتابع عن قرب لتحركات المجموعات الجهادية في سوريا والعراق إلى أن خليل أحمد علي الويس كان أيضا منسق عام بريد الولايات، وأحد أهم خمسة أشخاص في التنظيم.

ويذكر الهاشمي أن أكرم محمد سعد فارس الذي وصفه البنتاغون بـ"قائد ومنفذ" في تلعفر بشمال العراق، هو "أمير ديوان الحسبة العام في داعش".

وإضافة إلى العشرة الذين أعلن الجيش الأمريكي مقتلهم، يُشير الهاشمي إلى قياديين آخرين قتلوا في ديسمبر وبينهم أعضاء في المجالس العسكرية للولايات.

ويقول الباحث العراقي الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي في كل ما يتعلق بالشؤون الجهادية، ان مقتل قياديين من الصف الأول يؤكد "أن تنظيم داعش بدأ يتآكل قيادياً في 2015 ويفقد قدرته على التمدد"، معتبراً أنه "فقد أيضا قدرته الإجرائية والتنفيذية، من جهة وقدرته كهيكل تنظيمي يعمل بروح الجماعة من جهة أخرى".

وتعرض التنظيم إلى سلسلة هزائم أبرزها انسحابه من مدينة الرمادي في غرب العراق، بعد معركة طاحنة مع القوات العراقية.

ويقول الباحث في مركز كارنيغي للأبحاث يزيد صايغ إن الخسائر الأخيرة للتنظيم تشكل مؤشراً على أن الولايات المتحدة تتلقى معلومات استخباراتية أفضل من السابق حول أنشطته.

ويُضيف "كما يمكن أن تكون مؤشراً على تراجع في اليقظة الأمنية في صفوف عناصر التنظيم، في ظل سقوط الكوادر المتمرسين".

ويتابع "تكشف هذه العمليات أن التنظيم وصل إلى الدرجة القصوى على صعيد التوسع في 2014، ولم يتمكن من استثمار طاقته وقاعدته السياسية، والاجتماعية أكثر أو الإبقاء على مستوى التعبئة في صفوفه".

ويرى المحللون أن داعش أفاد من هيكليته اللامركزية، لكنه قد يضطر اليوم إلى رص صفوفه.

ويقول الهاشمي إن التنظيم "تحول في العام الحالي من اللامركزية إلى المركزية الشديدة، والاعتماد على السلطة المطلقة، ما من شأنه زيادة تآكل التنظيم".

ويرى غيدير أن مسالة استبدال القياديين الذين قتلوا ستكون صعبة.

ويقول "لا تكمن المشكلة في الاستبدال، إنما في نوعية الخلفاء"، مشيراً إلى أخطار تترتب على التنظيم في هذا المجال.

وترى الخبيرة في شؤون الإرهاب من جامعة جورجيا ميا بلوم، أن الفراغ على المستوى القيادي قد ينتج مزيداً من العنف.

وتقول إن "الاستراتيجية القائمة على إثارة الانقسام للانتصار والهادفة إلى اثارة الانقسامات داخل المجموعات الإرهابية، سيف ذو حدين" وتُضيف "عندما يخسر التنظيم قيادات، يصبح ميالاً إلى إثبات نفسه في مكان آخر، وهذا يحدث غالباً بطريقة عنيفة جدا ودموية".

وتتابع أن التنظيم قد ينفذ اعتداءات جديدة ومزيداً من العنف "إما ليثبت انه لا يزال قادراً على ذلك، أو لأن القيادات الجديدة تُريد إثبات مصداقيتها وقدرتها على العنف بالقدر ذاته الذي فعله من سبقها، إذا لم يكن أكثر".

عدد الزيارات : 1233 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق