> مقالات

العنف ضد المرأة وعضة أبله!

كتب : د.اميره الحسن |
 العنف ضد المرأة وعضة أبله!

في كل يوم تطالعنا وسائل الإعلام عن أخبار لفعاليات جرت وفي كل يوم تقريبا نتابع خبر عن يوم عالمي لحدث معين مثل يوم الطفل ويوم التطوع ويوم التحرير ويوم المدن العالمي ، وهكذا دواليك.
وفي اليوم العالمي "للقضاء على العنف ضد المرأة" وجدتني أفكر بأحداث العقدين الماضيين بحياتي فلم أتذكر أنني شاهدت أي مشهد لضرب إمرأة إلا في المشاهد التمثيلية!!
ولكنني أتذكر الكم الهائل من الضرر الذي طالني من النساء سواء على هيئة كلمات قيلت بغرض ضرب اسفين بيني وبين أشخاص بيني وبينهم مودة أو فعل مقصود لمنع تواجدي بمكان ما أو منعي من الوصول للمسؤول واتهامي زورا بشيء لم أفعله. وجدتني أسرح بالكم الهائل من الضرر الذي عانيته من النساء بما يتفق مع قول فرعون في الآية القرآنية الكريمة ( إن كيدهن عظيم ) وتذكرت ما فعلته سالومي من اشتراط الرقص الماجن للحاكم الروماني المنبهر بجمالها مقابل أن يعدها باحضار رأس النبي يحيي عليه السلام في طست من ذهب، وكان لها ما أرادت .. ولما أفاق الملك ندم أشد الندم على أمره. وكما أتذكر ما فعلته هند آكلة الأكباد بعم الرسول عليه الصلاة والسلام. قلت لنفسي المرأة هي الجمال والرقة والنعومة والعاطفة في كل أشكالها إن كانت ابنة أو أخت أو عشيقة أو زوجة أو أم، فهي تعبر عن عواطفها بدموعها ولمساتها الحانية! تذكرت العالمة الأمريكية راشيل كارسون صاحبة الكتاب البيئي الشهير (الربيع الصامت) الذي دق ناقوس الخطر حول تأثير التلوث البيئي على بقاء الكائنات الحية بدءا بالنباتات ومرورا بالحيوانات إلى الانسان وقلت في نفسي "هي امرأة بريئة" ثم تذكرت العالمة ماري كوري التي حصدت جائزة نوبل للسلام مرتين لأبحاثها التي ساهمت بالكشف عن خصائص المواد المشعة ومع ذلك في عام 1903 دعيت الى المعهد الملكي في لندن ومنعت من القاء كلمتها لكونها إمرأة فتحسرت.. يا للغبن! استرجعت إجرام النساء العجيب: إحداهن ساعدت عشيقها على قتل زوجها في ليلة عيد الأضحى وأخرى عانت من عارض نفسي للنفاس دفعها لإغراق أبناءها الأربعة في البحيرة! ولكن مهلا.. فقد كانت حليمة السعدية حنونة على الرسول(ص) الذي كنى ابنته فاطمة بـ(أم أبيها)، ثم أن الأم تيريزا تركت متع الدنيا في ألبانيا وعاشت في الهند لمساعدة المحتاجين، أما الأميرة ديانا سبنسر فقد أقامت حملت محاربة الألغام التي قضت على الكثيرين في العالم بما فيها الكويت!
وجدتني أتعمق بوضعية المرأة حاليا ما بين فيديو *دلدل وصورة *عضة المدرّسة العنيفة الدائرية للطالبة المسكينة وخبر سجن معلمة تربية إسلامية لسبعة أعوام بسبب تعذيبها لابنتها ودخول المرأة معترك العمل الارهابي فعليا الذي كان آخره خبر العملية "النوعية" التي تمت في كاليفورنيا!
وبالنهاية أجزم بأن هذا العصر هو عصر المساواة ولا يوجد عنف بصورة طبيعية يرتضيه المجتمع، سواء صدر من رجل أو إمرأة .. فالعنف ينتج من انسان مريض نفسيا أو مدمن مخدرات أو بسبب تنشئة في مجتمع يتبنى ثقافة العنف أو ما شابه، وجل ما في الأمر هو أننا في عصر التواصل الذكي والكل مطأطأ رأسه للأسفل ومركزا على شاشة جهازه حيث المعلومات المتدرجة ما بين مفيدة أو سخيفة ولا وقت لديه للعنف!!
* د. أميره الحسن

عدد الزيارات : 2160 زيارة

كل التعليقات

  • الوحدة

    Nawafalyacoubb

    مقال جميل دكتورة بارك الله فيج لان المراة هي الام وهي الاخت واهي الزوجه والله استحقر الرجل الذي يضرب المراة ولو كانت مخطأ ربي يهديهم ... بس دكتورة عندي تعليق شويه بسيط سمعت والله اعلم ان قصة هند بنت عتبه رضي الله عنها انها اكلت كبد حمزة رضي الله عنه قصة لاتصح والله اعلم لان مو متأكد .. عموما شكرا لج دكتورة واتمنى نشوف مقالات لج ربي يوفقج .. اخوج نواف

    1

اضف تعليق