> مقالات

د. أميرة الحسن تكتب : "المقالة العاطفية جدا"

كتب : د.اميره الحسن |
 د. أميرة الحسن تكتب :

في الخمسة أعوام المنصرمة عاشت دول العالم العربي ربيعا قلب كيانها رأسا على عقب، ومع ذلك تجد العالم العربي يعج بالعواطف والايماءات والايحاءات وكثير من المتعطشين لكلمة حب وحنان وشعراء يتحفونك بتصفيف الكلام العاطفي المبهر.
تستغرب من ذلك، هل لأنه حسب علم الاجتماع كلما كانت الكوارث أكثر وطئا أصبح الناس أكثر إقبالا على الزواج وأرتفعت نسبة المواليد في الأشهر التي تعقب الكارثة بصورة غير مسبوقة! إنها الإرادة الالهية لضمان حفظ النوع.
ففي قلب مشاهد الرعب التي تنقلها وسائل الاعلام المختلفة لابد أن تلقط عيناك الأطفال ممن تقل أعمارهم عن الخمسة أعوام (عمر الربيع العربي)، بل انك ترا جثامين الرضّع وممن يا دوبك يمشون! وفي قوارب المهاجرين عبر البحر شديد الأمواج ترى عددا كثير من الراشدين وفي حضنهم يجلس المواليد! وقلما تلتقط عيناك لاجئين من أعمار متقدمة من العجائز والمسنين، فتتعجب من ذلك الأمر!
هل مع شدة ضربات التحالف لداعش تزداد الميول العاطفيه؟ ثم أنك عندما تشاهد القنوات الفضائية تلاحظ أن المسلسلات الأكثر مشاهدة هي من نوع السوب أوبرا الكورية أو التركية أو اي جنسية كانت.. المهم انها تستدعي حواسك لفكرة المحبة والخيانة والغني الفاحش والفقر والبراءة.. فهل هذه أمورا متعمدة؟
ثم انك تفتح الجرائد فترى أنها تسبح عكس التيار أو معه، لست أدري!
وبعد، وخلال ايام وقبل نهاية العام 2015 سنشاهد العرافه العالمية تتنبأ بالمستقبل وتقول : سوف تطوي 2015 فلول داعش، وسوف يموت ابن الملك المعتوه وتشاهد العنقاء الخل الوفي، وسوف يكتسي ربيع أوربا شقائق النعمان، فتعجب ولا تنطق ببنت شفه!
 آه، نسيت عنوان المقالة تماما .. اعذروني، فمع كثرة الاصابة بالانفلونزا وكثرة الكحة نسيت صلب الموضوع، ولذلك سأحاول ان استرضيكم بالفقرة الأخيرة!
في هذا العالم المتذبذب من الناحية المناخية وانتشار الكثير الأمراض والأعراض والحروب التي تدور رحاها في بقاع شتى.. نعم تمتع بالعاطفة بنهم مادمت تتنفس! اغتنم زمن الأحياء مادمت حيا ودع غيرك يعيش! دع الأنانية للظبعة التي تنهش بقايا الجيفه وكن كأمك في عاطفتها: عطاء غير مشروط. اضحك وكركر، فغيرك يتمنى عودة زمن الابتسام! غيرك تحسر لأنه لم يصور عند جدول الماء في الضيعه قبل هروبه لألمانيا!!
بقلم/ د. أميرة الحسن

عدد الزيارات : 2571 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق