> مقالات

لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين

كتب : مريم الرجيب |
لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين

لقد منّا الله علينا بنعمة الاختيار حيث جعلنا نختار بين أمرين أو أكثر وهذه النعمة إذا ما اتخذناها سبيلاً لطريقة عيش مفيدة في حياتنا سنشعر بالضيق والخوف فيرهبنا الآخرون ويتحكمون بنا وبمصائرنا ويرسمون لنا حياتنا ويضيقون العيش علينا كل ذلك بسبب عدم استخدام حقنا في الاختيار ، 
فالانتخابات سوق للإنتقاء والاختيار في هذا السوق نجد الناخبين هنا وهناك يدورون كلٌ يبحث عما يريده لتحقيق أمر ما في نفسه ، إما لمصلحته الشخصية حيث يختار حباً أو كرهاً أو انتقاماً أو حيرةً أ ولخدمات حياتية أو لرؤية تحقيق حلمه، وإما ينتخب لمصلحة أسرته وأهله فهو يريد أن يراهم سعداء وبيته أجمل بناء، والمرشح هنا يستميل له من في السوق وخاصة من في محيطه بدغدغة وجدانهم ومشاعرهم وعواطفهم فيتقصى ويبحث ويسمع عن حاجيات الناس وآمالهم وآلامهم وطموحاتهم، فيقوم بعرض بضاعته بحلو الكلام أحياناً وبالصراخ وإثارة الغيرة والفتنة أحياناً آخرى فيلبس هذا الكلام أثواباً براقة جاذبة وأحياناً خادعة، فيحيطون به فينبهر بها البعض ويكتشف حقيقتها البعض الآخر، وبعد هذا الإنجذاب تتم الدعوة للضيافة في المقر ويحلو الكلام الليلي ويغيب البعض عن البضاعة الحقيقية وينتظرها البعض الآخر على أحر من الجمر، 
ويقوم الناخبون من أهل السوق بانتخابه على أمل أو آمال كثيرة، ويتم العرس الجميل ويجلس العريس على الكرسي الأخضر ويأخذ أياماً يغازل بالكلام الجميل ينعش الروح، ولكنه يبدأ بالابتعاد شيئاً فشيئا بحجة الإنشغال بالهموم وتحقيق الآمال، ويستمر الحال على ماهو عليه  من عدم التواصل بينه وبين من أوصله كرسي الثروة والتحكم دون الرجوع والتشاور معهم بأمور تخصهم وتخص حياتهم وعيشتهم ولا يلتفت لآرائهم والتشاور معهم إلا في نهاية السنة الثالثة من النوم الرغيد ويبدأ بالإيحاءات والإغراءات إما لعرض نفس البضاعة بصوت مختلف أو ببضاعة براقة أكثر وأوقع
ولكن الواعي يقول له : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ..

عدد الزيارات : 3615 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق