> مقالات

" القضاء.. بخير "

كتب : خليل العريان |

 عاشت القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية منذ عهود طويلة وقبل ظهور الإسلام وكان لكل قبيلة رئيس يلقب بالشيخ يقودها ويحكمها وتعتبر القبيلة منظومة إجتماعية متطورة منذ القدم فلقد كان الافراد يمارسون الديمقراطية من خلال اختيار شيخ القبيلة بالتشاور فيما بينهم والذي بدورة كان يدير امورها بالاستعانة باهل الخبرة وما يعرف بوجهاء القبيلة .. وبعد ظهور البترول في المنطقة ورغم أن الحياة تطورت وزادت من تعقيدات الحياة في شبه الجزيرة العربية إلا ان الاصالة والقيم والمبادئ لم تتغير واستمر ذات الأسلوب الفريد والذي تربى عليه اهل الخليج في إدارة دولهم ..
 وكان اهل الخليج قليلا ما يلجئون للتقاضي بينهم قديماً على عكس ما نشاهده اليوم، وكانت الكويت شأنها شأن دول الخليج قضاتها يفصلون بين الناس بالكتاب والسنة ففي العام 1931 أمر المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح بإنشاء دائرة المحاكم الشرعية والتي تولاها المغفور له الشيخ عبدالله الجابر الصباح لغاية العام 1961 والذي كان يزاول عمله القضائي بالفصل في المنازعات في ساحة الصفاة صباحا وقهوة ابوناشي مساء .. وبينت المادة 53 من الدستور الكويتي أن السلطة القضائية تتولاها المحاكم باسم سمو الأمير حفظه الله، ويعتبر ذلك إشارة واضحة بان الاحكام الصادرة هي أحكام قد وافق عليها سموه عن طريق تكليف القضاة الذين رأي فيهم المقدرة والكفاءة على تحمل المسئولية فهو أبو السلطات الثلاث ..
ونتفق جميعاً ان القضاء مسئولية جسيمة ملقاة على عاتق القضاة والذين يجب أن يحترمهم جميع افراد المجتمع فهم أهم ركيزة في بناء الدولة الحديثه، وخلال السنوات الأخيرة تعرض بعض الساسة في أحاديثهم بالغمز واللمز عن القضاء الكويتي الشامخ، ويعتبر التشكيك أمر غير مقبول به نهائيا ونحن على ثقة بان العدالة لن تعجب البعض عندما تكون ضد مصالحهم الشخصية فالقاضي مطلوب منه انصاف احد الأطراف ضد الاخر ومن غير المعقول ان يصدر الحكم ضد الطرفين فالخاسر معترض دوما والكويت لديها اليوم سلطة قضائية نفتخر فيها ودرجات ثلاث للتقاضي تتيح اعلى درجات العدالة الممكنة لمن يسكن على ارضها ..
عندما دخل شارل ديغول باريس بعد تحرير بلاده من الالمان سأل عن أحوال فرنسا فقالوا له : أنها بأسوأ حال.. فسأل: هل القضاء بخير؟ فقالوا : نعم..  فقال مقولته المشهورة : إذا كان القضاء بخير ففرنسا بخير.. فهو الدعامة الأساسية للنهوض بالدولة ... ولنردد اليوم "الكويت .. بخير"

عدد الزيارات : 1719 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق