> مقالات

تقلبات أسعار النفط وخطط التنمية الاقتصادية

كتب : د.اميره الحسن |
تقلبات أسعار النفط وخطط التنمية الاقتصادية


الكويت ديرة الطيبين التي يحكمها آل الصباح وعلى رأسهم قائد الانسانية – الشيخ صباح الأحمد- حفظه الله ورعاه التي ترعى أبنائها وتكفل كافة متطلبات الحياة من المهد إلى اللحد. ويعد النفط هو المصدر الرئيسي لدخلنا وللتبرعات التي نقدمها وتعتاش عليها بعض شعوب العالم منذ أكثر من 60 عاما.
والحقيقة أن بسبب كل ما سبق تأجلت كثير وكثير من خطط الاصلاح التي تم رفعها للجهات المسؤولة في العقود الماضية الهادفة لتنويع مصادر الدخل والتقليل من العبء الواقع على الدولة إضافة لتحسين نوعية البيئة.. والبيئة هنا كلمة مطاطية تشمل (بيئة الكائنات الحية والمواد غير الحية) و(بيئة العمل) وكل شيء تقريبا!
لقد نادى الإصلاحيون في العقود الماضية لمراجعة ما يسمى بالحساب الاكتواري، وادخال ضرائب تجبر المواطن وغير المواطن على الصرف بحكمة ورفع الدعم غير المسبب منطقيا عن بعض المواد الاستهلاكية لأن ذلك أدى لهدر موارد الدولة!
والآن وقد هوت أسعار النفط بشدة والخوف من أنها ستهبط إلى أسفل سافلين، همس بعض الاصلاحيين بكلمات مثل (إنها فرصة ذهبية لرفع الدعم لأنه سيجلب الملايين لخزينة الدولة !)
نقول مستعينين بالله: ما هكذا تؤكل الكتف، إن خطط التنمية المستدامة في الدول المتقدمة تعتمد على تنفيذ خطط ضمن ثلاثة ركائز للاستدامة هي (الاستدامة البيئية والاستدامة الاقتصادية والاستدامة الاجتماعية) مدعومة بمؤشرات التنمية من مثل (نوعية البيئة – نوعية المواصلات – التنمية السياحية – البنية التحتية للدولة – مؤشرات الدين العام للدولة – مؤشر كفاءة الاحتياط العام للدولة والاستقرار المالي – الصحة العامة – مؤشرات المساواة والعدالة – مؤشرات الأمن الغذائي.. الخ.) والحقيقة أن تحقيق التنمية المستدامة على الوجه الصحيح يتطلب قلب الآية من وجود أجيال من البطالة المقنعة إلى أجيال تكد وتكدح كي تفهم معنى المؤشرات سابقة الذكر وتطبقها قلبا وقالبا.. وكل هذا لن يتم بين ليلة وضحاها.. صحيح سوف يتعب الجميع في السنوات الأولى ولكنهم سيجنون ثمار تعبهم مباشرة على صورة شهد –بدون مبالغة- لأن غاية التنمية المستدامة أساسا هي العيش الرغيد محمود العواقب بالنسبة لأجيال المستقبل.
وباختصار نقول: نحن اليوم كالمرأة السمينة وهي بحاجة لتمارس الرياضة على أمل استعادة رشاقتها ولياقتها!

عدد الزيارات : 2529 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق