> مقالات

د.اميره الحسن تكتب : "لغز اسمه التنمية"

كتب : د.اميره الحسن |
د.اميره الحسن تكتب :

يكثر الحديث في هذه الأيام حول *عمليات* مزعجة نوعا ما للمواطنين والمقيمين وتسبب لهم ألماً نفسياً ومادياً  في آن واحد! .. هذه *العمليات* يرونها في طريقهم للدوام: جسور قيد الانشاء من أقصى الشمال إلى الجنوب ومباني حكومية ومتاحف ومستشفى ودار أوبرا وغيرها من المشاريع التي تجري على قدم وساق وفق جدول زمني يحدد الانتهاء منها خلال الـ24 شهرا القادمين.. ومع أن الفكرة جميلة عند تخيلها، إلا أن واقع السير في شوارع متعرجة كثيرة الحفر والاستدارات أصبح مصدرا لخوف الكثير من السواق وتذمر سائقين آخرين من اهتراء سياراتهم بهذه المشاوير يوما بعد يوم.
وعندما يرى الناس أو يسمعون في وسائل الاعلام ما يسمى اصطلاحا "بالتنمية المستدامة" يتذمرون صائحين (واحنا شكو)؟ أنا اش ذنبي سيارتي تتكسر؟ .. أو بجملة (ريّض! هذا ويهي ان خلص المشروع.. بنربي أحفادنا وللحينهم يبنون!) أو بجملة (واحنا من متى نروح دار اوبرا.. اش هالخرطي! نبي مطاعم في الجهة الفلانية وايد أبرك لنا!).. أو من يصيح (المرضى ليس لديهم مكان في المستشفيات الحالية.. انتو بس حكي!)!!!
وعلى العموم، فإن هذه المرحلة من تاريخ الكويت تتطلب من جميع مؤسسات الحكومة بالذات بذل مجهود مضاعف في عملية تثقيف موظفينهم وتفعيل مفاهيم التنمية المستدامة الواردة في القوانين الحالية المركونة على الرف في إداراتهم حتى يعي الجميع ماهيتها بصورة عملية.
مثلا، قد يستغرب البعض ان قلنا أن "منع التدخين في الأماكن العامة" و "وضع مداخل مخصصة لذوي الاعاقة في جميع مباني الحكومة والمولات التجارية" و "تفريق النفايات والفضلات إلى أنواع: ورقية وزجاجية وبلاستيكية والكترونية وخطرة وآمنة وعضوية وغير عضوية، الخ وبعد ذلك استغلالها وفق فائدتها " و "تشجيع الأجيال الجديدة على تنمية انفسهم علميا وتكنولوجيا بحيث نتحول من مستهلكين للأجهزة الالكترونية إلى منتجين لأنواع جديدة" و "تشجيع جميع أطياف الشعب وخصوصا فئة الشباب والعاطلين عن العمل على المبادرة والبدء بمشاريع تهدف لتنويع مصادر الدخل" و "تشجيع السياحة تثقيف المجتمع" و "زيادة الرقعة الزراعية والأمن الغذائي".. جميع ما سبق هي في صلب عملية التنمية المستدامة ولكن الناس بحاجة للتوعية حول التنمية وفوائدها الايجابية التي تعود عليهم في تقليل الضرر على البيئة وإدخار المزيد من المال في جيوبهم والتحسين من صحتهم!
إذا، هيا إلى التنمية بارك الله فيكم يا هالربع!!

عدد الزيارات : 2769 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق