> مقالات

واااااو ـWOW

كتب : غادة الرفاتي |
واااااو ـWOW

واااااو ـWOW
بقلم الاعلامية – غادة الرفاتي 
الولايات المتحدة الامريكية 

علمونا أن الواو هو الحرف السابع والعشرون من الابجدية العربية. وأن للــواو أنواع  واستخدامات كثيرة في اللغة العربية منها واو الحال والابتداء و واو المعية والعطف والجماعة والجزاء والقسم ولكنهم للأسف لم يدرسونا أهم واو في حياتنا  وهي واااو الواسطة فالواسطة تلعب دورا كبيرا في المجتمعات العربية  ... بها تجد وظيفة ما حتى لو لم تكن لديك المؤهلات أو الخبرات... وفي بعض البلدان تجد ان الواسطة تلعب دورا كبيرا حتى في المحاكم والقضايا وان لم يكن لديك بطاقة الواسطة أو البطاقة السحرية فأنت وان حصلت على وظيفة ما فأعلم بأنك ستكون كرة يرميها المدير متى شاء وفي أي اتجاه أراد فأوامره لا تنتهي ولن تنتهي لعلمه بأنك غير مسنود وليس لك ظهر يحميك بالاضافة الى استغلالك في أمور اخرى قد تكون شخصية .. وللأسف واااااو الواسطة في المجتمعات العربية والاسلامية بالتحديد لا نهاية لها حتى في أمور العلاج سواء كان في الخارج على حساب الدولة او في انتظار الدور في العيادات الطبية والمستشفيات وأيضا في التعليم والالتحاق بالجامعات او بالانتداب التعليمي .. حرف الواو وكلمة الواسطة  تربعت على العرش في مجتمعاتنا العربية الاسلامية ولن تجد له معنى في قاموس الغرب وفي مجتمعاتهم  التي نتهمها بالفساد والكفر ولكن العدل فيها هو الاساس ... نعم قد تحصل على وظيفة في الغرب بطريق شبيه نوعا ما بالواسطة وذلك من خلال تعبئة الطلب الوظيفي ومن خلال طرح سؤال فيه وهو هل تعرف أحدا يمكن الاتصال عليه يعمل في نفس المؤسسة او الشركة او المصنع، وذلك فقط ليكون مرجع وسؤال عنك قد يشجعهم لقبولك ويدعم طلبك ... اما في بلادنا فحدّث بلا حرج ... والمصيبة الكبرى ان العرب جلبوا معهم الى الغرب حرف الــــــواااااو فلن تجد شركة او مؤسسة ادارتها عربية الا وحرف الواو يلعب دورا كبيرا فيها ...وسأسرد لكم واقع مررت به ومن خلال تجربة شخصية.. كنت اعمل بوظيفة مدير اقليمي باحد المؤسسات بأمريكا وبعد سنوات من العمل قدمت استقالتي بحثا عن وظيفة ما بمؤسسة اسلامية لم يهمني الراتب حينها بقدرما أهمنى أداء الفرائض الخمسة  بوقتها أثناء العمل دون الحاجة الى قضائها جميعا في البيت فأرسلت السيرة الذاتية من خلال النت الى مؤسسة اسلامية لديها شاغر وظيفي  وخوفا أن افقد هذه الوظيفة اجريت مكالمة هاتفية مع أحد اعضاء مجلس ادارة المؤسسة لاستفسر عن طلبي وعندما عرف من أنا وما هو مسماي الوظيفي السابق فقدم لي الوظيفة على طبق ذهبي كمسؤولة ادارية وتسجيل في مدرسة اسلامية وبعد مرور بعض الوقت للأسف عرفت اللعبة ممن يترأسون مراكز الدين في الغرب  ويدّعون الدين في معاملاتهم ومحاضراتهم ومراكزهم الا من رحم ربي . 
وجدت ان الطالب الفقير لا مقعد له لعدم استطاعته دفع رسوم الدراسة العالية جدا او مقدرته لدفع جزء يسير منها اما الطالب الغني فالمقعد محجوز له حتى لو لم يسّجل في فترة التسجيل المحددة ولم لا واباه من المحسوبين والمتبرعين الهوامير للمراكز الاسلامية والمدارس بالاضافة الى أن أبناء المدير وأبناء عمومته تسجيلهم مجاني .
اذاً فابن الغني له الحق بتعلّم الدين واللغة العربية في الغرب والفقير له الله ويكون تحت لائحة الانتظار ربما لعدة سنوات ... ابن المتبرع الاكبر لا يحق للمعلمة ان تُرسبه بل عليها ان تبتسم وتقول له هل من مزيد في فشلك وسوء اخلاقك ....المتبرع وابنه له الحق في أن يسّب ويشتم وينتقد الموظفين ويهدد بوقف تبرعاته للمركز ان لم يقدموا الطاعة والولاء والادها من ذلك أن القائمين على ادارة تلك المراكز لهم النصيب الاكبر من التبرعات فترى البعض منهم مدخوله السنوي يفوق مدخول رئيس الولايات المتحدة الامريكية لذلك تجد القائم بجمع التبرعات يبكي ويذرف الدموع في كل عشاء خيري وفي صلاة كل جمعة ومن ثم يكبّر " الله أكبر- تكبيرا " ليشعرك بأهمية العمل الخيري والاسلامي في بلاد الغرب وما دموعه الا فرحا بمليء جيبه بالاف الدولارات ان لم نقل الملايين .  وان تطرقت الى الوظائف فقد تبيّن لي ان الاعلان عن وظائف شاغرة ما هو الا دعاية لنشر اسم المركز والمقابلات الوظيفية ما هي الا زخرفة لان التعيين قد تم بحرف الواو قبل الاعلان عن الوظيفة . لقد لعب حرف الواو دورا كبيرا في الغرب بسبب مؤسساتنا الدينية التي تدعي العفة والعدل والانسانية حتى في تقديم المساعدات الانسانية للاسر العربية الفقيرة المحتاجة وما أكثرها في أمريكا من مطلقات وارملات وعجائز لا معين لهم سوى الله وبعض المساعدات من الحكومة الامريكية التي بالكاد تكفي فقط  لشراء طعام اول عشرة ايام في الشهر .... حرف الواو وباء اصاب معظم المجتمعات العربية ان لم يكن كلها ومن غيره فلن تفلح ولن تنجح في حياتك لتصل الى بر الامان . 
هل ممكن ان نشتري حرف الواو لنعيش سعداء ونفتح به مغارة علي بابا ... اللهم اجعل حرف الواو ملازما لي اينما كنت واينما ذهبت وحللت وفي كل مكان على وجه الارض .ج

عدد الزيارات : 2436 زيارة

كل التعليقات

    لا توجد تعليقات علي هذا الموضوع

اضف تعليق